371

وقد ذكر بعض من جهل كثيرا من طبائع الكواكب في سهام الكواكب الخمسة المتحيرة أنه يؤخذ بالنهار والليل ما بين الشمس إلى القمر ويلقى من موضع ذلك الكوكب الذي يراد استخراج سهمه فحيث ينتهي فهناك سهم ذلك الكوكب المتحير فأما سهم الشمس وهو سهم الغيب فإنهم قالوا يؤخذ بالنهار والليل من القمر إلى الشمس ويلقى من موضع الشمس فحيث ينتهي فثم سهم الشمس وأما سهم القمر وهو سهم السعادة فإنهم قالوا يؤخذ بالنهار والليل من الشمس إلى القمر ثم يلقى من موضع القمر فحيث ينتهي فثم سهم القمر وليس هذا بصواب لأن الذي ذكرناه أولا من استخراج هذه السهام فهو مستخرج من أدلاء طبيعية وهو الذي اجتمع عليه هرمس والمتقدمون من علماء النجوم وهذا الأخير ليس يوافق ما عليه الأوائل من الحق والصواب الفصل الرابع في سهام البيوت الاثني عشر

قد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا سهام الكواكب السبعة فأما الآن فسنذكر سهام البيوت الاثني عشر وكيفية استخراجها وما اختلفوا فيه وأيها أصوب وجملا من دلائلها المفردة وقد كان كثير من أصحاب صناعة النجوم إذا وجدوا سهمين لبعض بيوت الفلك في معنى واحد ويخالف أحدهما صاحبه في الاستخراج اشتبه ذلك عليهم فلم يدروا أيهما أصوب إلا أنا شرحنا ذلك وبيناه في كتابنا هذا وإنا لما بحثنا عن حالات السهام وجدنا سهاما كثيرة كانت استخرجت على غير أصول صحيحة فلم نذكرها في هذا الكتاب وذكرنا فيه أصح السهام وأصو بها استخراجا وهي السهام التي استخرجها هرمس والمتقدمون من أهل فارس لأنهم استخرجوا السهام من الأدلاء التي يشتركها اثنان منها في الدلالة على شيء واحد وأنهم لما نظروا إلى البيوت الاثني عشر وجدوا لبعض الأشياء التي تنسب إلى هذه البيوت وتدل هي على حالات مختلفة يدل عليها أدلاء كثيرة تشترك فيها في الدلالة وكان لا يمكنهم أن يستخرجوا له سهما واحدا يأتي على دلالة حالات كل شيء فيها فاستخرجوا بذلك الشيء بعينه عدة من السهام يستدلون بها على حالاته وصار كل سهم منها وإن كان يدل على جنس ذلك الشيء فإن خاصته في الدلالة على شيء في ذلك المعنى ليس لغيره من سهام ذلك البيت

पृष्ठ 848