وهذا الترتيب الطبيعي الذي ذكرنا أنه يكون في الشهر الواحد هو شبيه بما نراه من ترتيب المد والجزر الذي يكون في اليوم والليلة الواحدة ومقدار مسير القمر فيهما يكون مدان وجزران فأما وقت المد فإنه يكون فيه حركة الماء زائدة غالبة وأما وقت الجزر فإن حركة الماء فيه ضعيفة ناقصة وكذلك في الشهر الواحد وقتان يكون ماء المد فيهما غالبا قو يا طو يل الزمان وهما الاجتماع والاستقبال ووقتان ينتهي ماء المد فيهما منتهاه ويكون ضعيفا ناقصا قليل الزمان وهما التربيعان والجهة الثانية أن يقوم القمر فإن كان ما يخرج من التعديل يزاد على وسطه فإن المد في تلك الأيام يكون قو يا زائدا ولا يزال المد زائدا ما دام يزاد تعديل القمر على وسطه فإذا نقص تعديل القمر من وسطه فإنه ينقص ماء المد وإذا لم يخرج من تعديله ما يزيده عليه ولا ما ينقصه منه فإنه يكون ماء المد غير زائد ولا ناقص عن الحد المعلوم من هذه الدلالة وإن كان التعديل الذي يزيده أو ينقصه من وسط القمر قليلا كان زيادة ماء المد أو نقصانه قليلا وإن كان كثيرا كان ذلك كثيرا وبمثل هذا العمل الذي عملناه من تعديل القمر يعرف أيضا زيادة المياه والمدود أو نقصانها في الأودية والأنهار الجارية لأنه إذا كان تعديل القمر يزاد على وسطه وكان ذلك في أيام مدود الأودية والأنهار فإنها تمد في تلك الأيام وإذا نقص تعديل القمر من وسطه تنقص مياهها وإذا لم يخرج ما يزاد على وسطه أو ينقص منه يكون ماء الأنهار والأودية غير زائد ولا ناقص
الجهة الثالثة موضع القمر من فلك الأوج وبعده أو قربه من الأرض وهو أن ينظر إلى القمر فإن كان قد جاز رأس أوجه تسعين درجة إلى أن يبلغ مائتين وسبعين درجة فإنه هابط في فلك أوجه وكان ماء المد في هذه الأيام قو يا غالبا وإن كان خلاف ذلك كان القمر صاعدا في فلك أوجه وكان ماء المد ضعيفا قليلا من هذه الجهة
والجهة الرابعة أن ينظر إلى صعود القمر وهبوطه في الفلك المائل وجهة عرضه فإن كان القمر هابطا كان ماء المد كثيرا قو يا وإن كان صاعدا كان ماء المد قليلا ضعيفا
पृष्ठ 294