بالمال إن هو أرجعه إلى منصبه، وخوفا من أن أشك في تصرفاته قال له: «اذهب إلى الباي أحمد واقترح عليه أن يتخلص من الحسناوي ويأمر بقتله ثم يعين صهرك محمد بن علي شيخا على الحنانشة، وسأكون كاتبا له ومستشارا.»
لم يتردد بوعزيز أمام هذا الاقتراح وجاء يطلب مني تحقيق المشروع، إنني استنكرت عليه ذلك بشدة وقلت له: «كيف تشفع في عدوي وتعمل على تنصيبه ثم تأتيني، اليوم، تطلب قتله، وأنت تعلم أنه نزل ضيفا علينا واستقبلته في خيمتي، وإذا كنت قد عاقبت من خانني، فإنني لم أخن أحدا.» واغتاظ بوعزيز لهذه الإجابة فأشار على القوم بأن يغزوا زاوية عبد الكريم ليعزلني عن سلطان تونس. ولما انتبه غادرني ورجع إلى الصحراء. أما أنا فقصدت الحراكته.
ومنذ ذلك الوقت استسلم بوعزيز إلى الفرنسيين (٥٦) ولكن بعد استشارتي. لقد كتب لي رسالة في هذا الموضوع يقول فيها: «سأنضم إلى الفرنسيين وأكون لك وسيطا عندهم إن سمحت.» غير أن ما جرى بيننا منعني من قبول
_________
(٥٦) - اعترفت فرنسا ببوعزيز كشيخ للعرب وخليفة على الصحراء، فحارب حسان بن عزور خليفة الأمير عبد القادر.
1 / 86