بالأولوية، وراحوا ينتهكون واجبات الضيافة ويقومون بغزوة ضد زاوية عبد الكريم التي كانت مخزنا لحبوب كامل الشرق التونسي. وعلى إثر ذلك كتب لي كاهية الكاف يلومني على سلوك قومي، فأجبته بأنني مستعد للتعويض وأمرت بإجراء تحقيق حول قيمة المسروقات فوجدت أنها تبلغ ٨٠.٠٠٠ ريال تونسي. وكتب لي الكاهية من جديد يطلب مني أن ألزم المذنبين بدفع هذا المبلغ، ولكنني أخبرته بأنني لم أعد سوى حاكم مخلوع لا يملك أية سلطة تقريبا.
ولكي لا يقال بأن قومي اقترفوا عملا سيئا ولم أصلح الخطأ، اقترحت على الكاهية أن أدفع الثمن من خزينتي الخاصة. غير أن الكاهية أجاب بأنني لست مرغما على تقديم أي تعويض. ومع ذلك أخذت ٥٠.٠٠٠ ريال ووزعتها على المصابين. أما بوعزيز، فقد كانت نيته، عندما أعطى نصيحة في مثل ذلك الخبت، أن يثير علي باي تونس. لقد كان يريد الاجهاز علي لتأخذ ما كنت أملك. وبما أنه لم يكن رجلا شجاعا ليفعل ذلك علنا، فإنه يستعمل جميع الوسائل لبلوغ هدفه، ولقد كان ملهوفا على المال فضحى بكل شيء لإشباع رغباته ثم إني كنت رفضت في ذلك الوقت أن أنزل عند طلباته، والسبب في ذلك هو ما يلى: «كان
1 / 84