ليحاربني ويحارب بوعزيز، وقال لهم: انظروا، إنني أتصرف في سبعة نجوع من العرب بينما لم يبق مع بوعزيز سوى نجع واحد. وإذا أعطيتموني جيوشا، فإنني سأنتهي معه وآتيكم برأس الباي أحمد». ولكن - أجابه الفرنسيون - كيف تطلب المعونة وأنت تزعم أنه لم يبق مع ابن قانة سوى نجع واحد وأنت تتصرف في سبة. فاذهب إليه، إذن بكل ثقة، وعندما تهزمه وتبرهن له على قوة فرنسا، فإننا نعطيك أكثر مما تطلب. أما الآن، فلا تعتمد كثيرا على الجيوش الفرنسية». امتثل فرحات لهذا القول ولاحقني، وبعد ذلك بأيام كان لقاء خالد بيننا ونصرني الله عليه نصرا مبينا. ثم واصلت طريقي إلى الصحراء، وفي منعطف من منعطفات الطريق وجد جنودي أنفسهم وجها لوجه مع جنود فرحات الذين جاوءا يقطعون سبيلي معتقدين أنهم أسروني. غير أنني، وبدون أدنى تردد، أمرت فرساني أن يحملوا ويكسروا الحواجز التي تعترضنا.
ودارت المعركة حامية الوطيس، فسالت الدماء من كل جانب وفقد فرحات ما يزيد عن ثلاثمائة من أجناده ما بين جريح وقتيل. وهكذا تخلصت من فرحات الذي اضطر، على الرغم من الشجاعة التي أبداها، إلى الفرار تاركا في حوزتي كل ما كان يملك. ولجأ إلى بلاد سوف بين الجريد وتوقرت.
1 / 81