[المسألة التاسعة في أنواع المعجزة]
المسألة التاسعة
في أنواع المعجزة إن آيات المعجزات التي أيد الله بها رسله قد اختلفت أنواعها، وتباينت مظاهرها وأشكالها، إلا أنها تجتمع في أن كلا منها قد عجز البشر عن أن يأتوا بمثله، منفردين أو مجتمعين، فكانت بذلك شاهد صدق على الرّسالة، وحجًة قاطعة تخرس الألسنة، وينقطع عندها الخصوم، ويجب لها التّسليم والقبول.
ويغلب أن تكون معجزة كل رسول مناسبة لما انتشر في عصره، وبرز فيه قومه، وعُرفوا بالمهارة فيه، ليكون ذلك أدعى لفهمها، وأعظم لدلالتها على المطلوب، وأمكن في الالتزام بمقتضاها، ففي عهد موسى، ﵇، انتشر السحر، ومهر فيه قومه، حتى أثروا به على النفوس، وسحروا به أعينَ الناظرين، وأوجس في نفسه خيفة منه من شهده، وإن كان عالي الهمّة، قوي العزيمة، فكان ما آتاه اللهّ نبيه موسى فوق ما تبلغه القوى والقدر، وما لا يدرك بالأسباب والوسائل، وقد أوضح الله
1 / 61