من عباده رسولا، وزعموا أن إرسالهم عبث، إما لعدم الحاجة إليهم اعتمادًا على العقل في التمييز بين المفاسد والمصالح، واكتفاءً بإدراكه ما يحتاج إليه العباد في المعاش والمعاد، وإما لاستغناء الله عن عباده، وعدم حاجته إلى أعمالهم، خيرًا كانت أم شرًّا، إذ هو- سبحانه- لا ينتفع بطاعتهم، ولا يتضررُ بمعصيتهم، وقد سبق بيان عدم كفاية العقل في إدراك المصالح والمفاسد.
وحاجة العالم إلى الرسالة مع غنى الله عن أعمال الخلق، فليس إرسالهم عبثا بل هو مقتضى الحكمة.
1 / 57