كيف أعثر عليه في هذا العالم الواسع المزدحم؟
هذا الطيف الذي تعرفه أعماقي، هذا الرجل الذي يعيش في خيالي ويتربع.
أعرف نظرة عينيه، وأعرف نبرة صوته، وأعرف شكل أصابعه، وأعرف دفء أنفاسه، وأعرف أعماق عقله وقلبه ... أعرف ... أعرف ... أعرف ... كيف أعرف؟ لا أدري! ولكني أعرف.
ترى هل له وجود في الحياة أم ليس له وجود على الإطلاق؟
ترى هل سألقاه يوما أم سأظل أنتظره إلى الأبد؟
وهذا العملاق الراقد في أعماقي؟ ماذا أفعل به؟ هل أتركه يعيش في حرمان إلى الأبد، أم أحاول أن أرضيه؟ ولكن كيف أرضيه وهو يفضل أن يعيش في حرمان كامل دائم على أن يرضى إرضاء مزيفا أو ناقصا. نعم، أريد رجلا كاملا كما في خيالي، وأريد حبا كاملا كما في أعماقي، ولن أتنازل عن شيء مما أريد مهما طال بي الحرمان. الكل أو لا شيء، هذا هو مبدئي، لن أقبل أنصاف الأشياء أبدا.
قررت أن أبحث عنه في كل مكان؛ في القصور وفي الكهوف، في الملاهي وفي الأديرة، في معامل العلم وفي معابد الفن، في الأضواء الساطعة وفي الظلام الدامس، في القمم الشاهقة وفي الحفر المنخفضة المغمورة، في المدن العامرة وفي الغابات المهجورة الموحشة ...
لماذا ينظر الناس إلي في دهشة؟ ما الذي يدهشهم هؤلاء الناس؟
ألم يكفهم ما ضاع من عمري؟ وماذا هم يريدون؟ أيريدون مني أن أضع يدي على خدي وأنتظر في عقر داري حتى يأتي أي رجل من أي شارع ويشتريني كما تشترى البقرة.
أليس من حقي الطبيعي في الحياة أن أختار رجلي؟
अज्ञात पृष्ठ