واستأذن أصحابنا وبقينا جماعة «الحلية» حتى منتصف الليل، هناك أرادت الأم الذهاب إلى مرقدها و«مست علينا».
فباستفهام جذاب بديع ونظرة ملئت حنانا وعطفا، وبصوت رخيم عذب تساءلت بياتركس: وأنا الأخرى، أنا أيضا سأذهب.
ما كان ألذ هذه الكلمة على مسمعي! هل كانت كذلك على مسمع كل الحاضرين؟
لعلك يا صاح تجد في صورة هذه الفتاة الملائكية بعض ما وجدت أنا من اللذة، ألا ليت أيامها دامت! ألا ليتك لا تزالين هنا يا بياتركس! ها أنا فرغت من العمل وأتمنى ساعة معك من جديد ...
معها في باريس؟ وسط ضجة الناس وجلبتهم؟ ويرانا الناس، وربما اطلعوا على مكنون ما في صدورنا؟ ... كلا، كلا لا أريد ... لكن الحياة الحلوة عيش مع مثلها على أرض ككندا، واسعة ذات دوح وشجر، ولا ضجة ولا جلبة ولا صياح ، عيش هادئ ساكن بين الغياض وأغاريد الطير ... عيش متشابه خالد مملوء بالحب والسعادة.
هذه حقا هي الحياة الحلوة، لا في باريس ولا في مصر، لكني مع الأسف موقن أني لن أعيشها.
هذه هي الفتاة التي ملأت وقتي بالذكر، وعوضتني بذلك عن النزهة والرياضة، ووفرت علي كثيرا من الساعات ما كان أحوجني لها.
الساعة الآن السادسة ونصف، ويجب أن أسرع فأكمل ترتيب إهابي؛ وإذن فسلام عليكم.
أخوك محمد
10 يونية
अज्ञात पृष्ठ