157

युवा स्मृतियाँ

مذكرات الشباب

शैलियों

أجابت المرأة: لأ. - والهدوم اللي هي لابساها: مين شاريها؟ - جوزي. - الولد اللي في بطنها من مين؟ - من جوزي. كان ذلك جواب المرأة في حياء. - اسألها يا سيدنا القاضي عايزة إيه لسه؟

فاقتنع القاضى بأن المرأة لا حق لها في شيء وطردها من مجلسه.

هذا مبلغ ما تفسره به العلاقات الزوجية عندنا، والزوجة مهما كانت رقيقة حساسة كان زوجها شرس الطبع قبيح الخلق ثقيل الدم، مهما عاملها أقبح المعاملة فهي لا تجد ما يدفع عنها شراسة طبعه ولا ما يحميها من رذائله، وبمقدار ما أهملها القانون وتشكلت طبعا بشكله العادات فساعدته أن يضيف إلى هذه الأخلاق من الزوج قوة، وبالزمان تتحول نفس المرأة من نفس صافية بكر لم تلطخ بسوء إلى نفس شريرة دنيئة خبيثة، وبعد ذلك نقول: النساء شياطين.

قص علي بعض من أعرف الحادثة الآتية قال: كنت في بيت مأذون البلد وعنده رجل وامرأته يريد أن يصلح بينهما ويرضي الزوج عنها أو أن يطلقها، فلم يكد يذكر لفظ الطلاق حتى بدت على البنت علائم التأثر، وانهالت الدمعة من عينها ومانعت في ذلك جهدها، وكلما استنكر المأذون سلوكها وسألها إن لم تكن كارهة زوجها حلفت أنها لا تكرهه وكل مناها رضاه عنها، ولكن الزوج العنيد لا يريد أن يرضى ولا يريد أن يطلق، وأخيرا ساعدت المأذون عليه حتى قبل أن يطلق بشرط أن تعطيه خمسا وثلاثين مجرا عدد ما على برقعها، واشتد المأذون مع الصبية حتى قبلت أن تأتي بها، وغابت ثم رجعت ومعها الذهب، فنقدناه فإذا أكثر من نصفه ذهب كذاب، فلما أعلمناها الخبر ارتعدت مستغربة كيف يكون ذلك! وأخيرا جاءت بها ثلاثا وعشرين مجرا صادقة ووقع الطلاق، وكتب المأذون ورقته وختمها الزوج، فما علمت أن أخذتها بيدها حتى إذا الدار ترن بزغروتة طويلة، وإذاها تميل على يدي ويد المأذون تقبلها ثم خرجت مستبشرة ضاحكة كأن قد حصلت على أكبر أمانيها، ثم أضاف إلى ذلك ملحوظته: فانظر صاحبي مكر النسوان وخبثهن، ولتعلم أن من تحت رؤوسهن تأتي كل الدواهي.

رواية مرتبة قامت الزوجة فيها بتمثيل فصلها أحسن قيام، حقيقة أنها خبيثة ماكرة وعرفت كيف تصل إلى أن تطلق من زوجها، ولكن الذي علمها ذلك المكر كله ليس أنها امرأة ولكن أنها مستضعفة أمام القانون والعادة، مهضومة الحق يداس كل ما يخصها بالأقدام.

يوصف اليهود في نواح كثيرة من الأرض بالخبث والدهاء، ليس ذلك لأن خلقهم مركب فيه الدهاء، وإن هم إلا ناس من دم ولحم ويأكلون ويشربون، ولكن الضغط عليهم وتحميلهم الأذى والضيم والميل ضدهم يضطرهم للتهاون في حقهم، ثم يرسل إلى نفوسهم الخديعة والختل والمكر؛ ذلك شأن كل المستضعفين في العالم، وذلك الحكم يحكم به كل الأقوياء.

القضية العامة المسلم بها من الأكثرين أن المرأة ضعيفة، ولا نستطيع مع الأسف أن نطبق عليها قانون بقاء الأقوى؛ لأنا في حاجة مطلقة لها، فإذا كانت ضعيفة يكون من المعقول أن يأتي القانون لمساعدتها وتقوية عضدها، ويكون لها منه ظهرا تستند إليه عند الحاجة، أو أن يزيدها على ضعفها ضعفا حتى يضطرها لأن تتحول من المخلوق الوديع الصافي إلى المرأة الخبيثة الماكرة.

يضرب الرجل زوجته تأديبا لها إن أذنبت، ومن ذا الذي يؤدب الرجل في عظيم خطئه وكبير اعتدائه كل يوم وكل ساعة؟ ليس من العدل أن يترك هكذا مطلقا يعمل ما يريد ولا يجد من يرده عند حده، وليس من الإنسانية ولا من الرحمة أن تترك المرأة الضعيفة من غير سلاح تدافع به عن نفسها.

إنا لا نريد لها أن تعتدي عليه يوما ما، هي أودع من أن تبلغ هذا الحد من الوحشية، ولكنا نريد لها درعا تحتمي فيه وتدفع به عن نفسها أن أحوج الموقف دفاعا وأن وجود درع لها ليكون من شأنه أن يرد الرجل إلى صوابه ويحفظ عليه غيظه أغلب الأحيان، فلا يغضب لكل شيء بل ومن غير ما شيء، ولا يضايقها بزوجة ثانية انتقاما منها، ولا هو يسيء معاملتها حتى يضطرها إن شاءت الخلاص أن تدفع له جزية فادحة.

وما نطالب بكثير ولا نقول اجعلوا لها من الحقوق مبلغ ما للرجل؛ فإنا نعتقد أن الرجال قوامون على النساء، ولكنا نريد أن تكون في مأمن من أن يتزوج بزوجة ثانية إلا إذا كان الموقف يقتضيه بأن تكون الزوجة لا تصلح لشيء أو أن تكون سيئة العشرة بحيث لا تحتمل، وفي كل حال أخرى تكون صلات الزوجية قد أصبحت معها غير ممكنة، وفي كل هذه الأحوال ليس من السهل تصور المرأة تطلق نفسها لأنها تعلم أنها تقضي بذلك على كل أمل لها في الحياة الهنية، أما أن نجبرها وهي زوجة صالحة قائمة بواجبها على البقاء مع رجل قلبه صادف عنها إلى غيرها طامع في مطامع صغيرة فذلك الظلم عين الظلم، وغير هذا من الأحوال التي ذكرنا في المواد المقترحة من أسباب طلاق المرأة نفسها فأحسبه من الوضوح بحيث لا يحتاج كلمة عنه، وكيف نجبر امرأة على بقائها مع زوج زان لنطالبها في الوقت عينه أن تكون عفيفة، أو مع زوج ارتكب ما يمس شرفها وكرامتها، اللهم إن طالبناها بذلك فإنا نكون من الظلم بحيث لا يحتملنا إنسان.

अज्ञात पृष्ठ