قال: «حقا ... وكان رأيى بلا شك أن ...»
ولكن الرجل التعس قاطعه قائلا: «لم أسألك رأيك، ولست أريد الآن أن أسألك ... إنك مسافر جوالة للتسلية والمعرفة معا، فما قولك إذا أنا بعثت إليك بمخطوط غريب، أقول «غريب» لا لأنه غير معقول، أو غير مرجح، بل إنه لغريب كصفحة من صفحات قصة الحياة الحقيقية، فهل أنت مبلغها إلى ناديكم الذي حدثتني كثيرا عنه؟»
قال: «بلا شك إذا شئت، وسوف تدون في محاضرة.»
وأجاب الرجل التعس: «سأوافيك بها، فعلي بعنوانك.» ولما أنبأه المستر بكوك بالموضع الذي يرجح أن ينزل به، أقبل الرجل يكتبه بعناية في «دفتر جيب» ملطخ ببقع من الدهن، واعتذر من إلحاح المستر بكوك عليه في دعوته إلى الإفطار، وتركه عند الفندق وانصرف بخطى وئيدة.
ووجد المستر بكوك صحبه الثلاثة قد نهضوا من فراشهم، ولبثوا في انتظار وصوله، ليشرعوا في تناول الفطور، وكان قد أعد فوق المائدة، وبدا منظره شهيا مغريا، فجلسوا إليه، وبدأ لحم الخنزير المحمر والبيض والشاي والقهوة وأصناف أخرى من الطعام تتوارى في سرعة ظاهرة، تشهد بجودة المأكل في ذاتها، وحدة شهية الآكلين.
وانثنى المستر بكوك يقول: «والآن لنتحدث عن رحلتنا إلى ضيعة مانور ... كيف يتواتى لنا السير إليها؟»
وقال المستر طبمن: «لعله من الخير أن تستشير غلام الفندق.»
ودعي الغلام للاستشارة.
وقال حين سئل: «دنجل ديل» أيها السادة ... تبعد منا خمسة عشر ميلا أيها السادة ... عند مفرق الطريق ... أتريدون مركبة سفر؟»
وقال المستر بكوك: «إن مركبة السفر لا تتسع لأكثر من راكبين اثنين.»
अज्ञात पृष्ठ