250

पिकविक की डायरी

مذكرات بكوك

शैलियों

وأجاب المستر بكوك وهو يجهد رئتيه إلى نهاية قواهما: «ادعين لي ربة البيت، وأنا سأحدثها عن كل شيء، كل شيء، نادينها، ولكن لا تصرخن، وستسمعن الحكاية كلها.»

وعندئذ بدأ فريق من العاقلات فيهن لا يتجاوز عددهن أربعا يثبن نوعا ما إلى الهدوء، وقد يكون مرد ذلك إلى مظهر المستر بكوك نفسه، أو إلى سلوكه الذي وصفناه، أو إلى اللهفة التي لا يستطيع عقل المرأة مغالبتها، ونعني بها الرغبة الشديدة في سماع شيء يبدو في تلك اللحظة سرا مرهوبا، ومضين يقترحن عليه، للتدليل على صدقه وإخلاصه، أن يذعن لما يطلبن إليه، ورضي ذلك السيد أن يعقد مؤتمرا مع مس تومكنز في داخل غرفة صغيرة اعتادت طالبات القسم النهاري أن يعلقن فيها قبعاتهن، وحقائب غذائهن، فتقدم في الحال إلى تلك الغرفة طائعا مختارا، وأغلق الباب عليه لتطمئن قلوبهن، وما لبث هذا التصرف أن أنزل السكينة على أفئدة الأخريات، وجيء بالسيدة الراهبة من مخدعها، وابتدأ المؤتمر.

وقالت مسز تومكنز بصوت خافت: «ماذا كنت تفعل في الحديقة أيها الرجل؟»

وأجاب المستر بكوك من جوف محبسه: «جئت لأنبهك يا سيدتي بأن إحدى البنات هنا ستختطف الليلة.»

وصرخت مس تومكنز، والمعلمات الثلاثون، والخادمات الخمس معا: «ستختطف! ومن الذي سيختطفها؟»

قال: «صديقك المستر شارلز فتز-مارشال.»

قالت: «صديقي! لا أعرف شخصا بهذا الاسم.»

قال: «إذن فلأدعه باسمه الآخر، المستر جنجل.»

قالت: «لم أسمع بهذا الاسم في حياتي.»

قال: «إذن لقد غرر بي، وخدعت وكنت ضحية مؤامرة دنيئة حقيرة، أرسلي أحدا إلى فندق «أنجل» يا سيدتي إذا لم تكوني مصدقتي، أرسلي إلى ذلك الفندق من يدعو خادم المستر بكوك، أتوسل إليك أن تفعلي يا سيدتي.»

अज्ञात पृष्ठ