मुधक्किरात नजीब अल-रिहानी
مذكرات نجيب الريحاني
शैलियों
أتممت وزميلي بديع اقتباس رواية (توباز) وأطلقنا عليها اسم «الجنيه المصري». ومع أنني أثناء قراءتها لممثلي الفرقة كنت أشعر بدلائل الإعجاب ترتسم على وجوههم، إلا أنني كنت إذا خلوت ببديع، أصارحه بخوفي على الرواية، وإشفاقي من أنها لا تنال شيئا من إقبال الجماهير، أو من الإعجاب بها، لأسباب شتى تتراءى لي!
ولعله من المناسب في هذا المقام، أن أذكر بأن إدارة المطبوعات كانت تضم في ذلك الحين بين موظفيها طائفة وقاك الله شرها. كانت هذه الطائفة تتمتع بعقليات ممتازة! وقاك الله شرها برضه، وإليك عينة من المضايقات التي كان يسببها لنا أولئك السادة المراقبون.
كان المنظر الأول من الرواية عبارة عن فصل في إحدى المدارس الأولية أو الابتدائية، فلما أرسلنا الرواية إلى إدارة المطبوعات لمراجعتها قبل تمثيلها، أشار أحد حضرات المراقبين بأن فيها نقدا جارحا لمدرسة أميرية! ومن أين جاءك يا سيدي أن مدرستنا أميرية؟ وهل ورد على لسان أي واحد من الممثلين أية كلمة يشتم منها تعيين أو تحديد أو حتى تمييز نوع هذه المدرسة!؟ أبدا والله العظيم!
قال المراقب: «صحيح مافيش ما يثبت، ولكن لابد من أن تشيروا إلى أن المدرسة أهلية وليست أميرية» ... طيب حاضر ... على عيني وراسي! وتبعت ذلك أن سحبت القلم من جيبي وكتبت ما يأتي:
ملحوظة
هذه المدرسة أهلية وليست أميرية! ...
وبذلك استراح المراقب، ولم أخسر أنا شيئا لأن هذه الملحوظة لم تنقص من الرواية شيئا، ولم تؤثر في شيء، لأنها مجرد تسجيل في خانة الملحوظات، ولن يتفوه بها أي ممثل فوق خشبة المسرح! ولكن انظر ماذا تكون حالتي إذا نوقشت في مثل هذه الملحوظات كل يوم عدة مرات لا مرة واحدة.
سخرية وزارية!
قلت إنني اقتبست مع زميلي بديع خيري رواية «توباز» وأطلقنا عليها اسم «الجنيه المصري» وافتتحنا موسمنا بالكورسال، وقدمنا لجمهورنا هذه الرواية المقتبسة. ولا تنس أنني وضعت قبل رفع الستار يدي على قلبي أتحسس خفقاته بعد أن سلمت أمري لله من قبل ومن بعد.
كان إيراد الليلة الأولى ثلاثين جنيها، ثم تقهقر في الليلة الثانية إلى ستة جنيهات، وبعدها أربعة ثم ثلاثة! شايف التعاديل! ثلاثة جنيهات! وأين؟ في تياترو الكورسال الذي كان أكبر وأرحب تياترو في مصر، يعني أن الزبائن الذين جادوا علينا بالجنيهات الثلاثة، ما كانوش باينين فيه! فكان ذلك صدمة لنا وضربة قاصمة لظهورنا من ناحية.
अज्ञात पृष्ठ