मुधक्किरात नजीब अल-रिहानी
مذكرات نجيب الريحاني
शैलियों
وقد رأيت إزاء ذلك أن أشجع هذا الفتى الجديد «وأفتح نفسه» للعمل، فرفعت مرتبه من 16 جنيها شهريا إلى ثلاثين جنيها دفعة واحدة. ولقد تغير الحال تغيرا مدهشا، واتسعت دائرة الأعمال وأضحى مسرح الأجبسيانة مقصد الرواد من كل حدب وصوب. حتى في الأيام التي كان يعبر عنها بالأيام «الميتة» وهي الاثنين والثلاثاء والأربعاء.
قضينا شهرين في تمثيل رواية «على كيفك» كان الرصيد بعدهما قد بلغ ثلاثة آلاف جنيه، وقد كان قبل تمثيلها ثمانمائة فقط. وبعد أن رأيت هذا النجاح المطرد عولت على أن أجتهد في إرضاء جمهوري، وأن أبادله تلك الثقة التي أولاني إياها. ففكرت في الاستعانة بمؤلف ثالث للاشتراك في بناء هيكل الروايات، وفي استنباط موضوعاتها وابتكار نكاتها، وقد وقع اختياري على الكاتب الأديب الأستاذ حسين شفيق المصري، فاتفقت وإياه توا.
ووضعنا إذ ذاك رواية (سنة 1918-1920) وقد نسيت أن أذكر أن ملحن أناشيد هذه الروايات الثلاث (حمار وحلاوة وعلى كيفك وسنة 1918-1920) كان المرحوم كاميل شامبير.
في هذا الوقت كان النوع الذي نخرجه قد طغى على كل ما عداه في مصر، حتى كاد الدرام والتراجيدي يندثران فلم تقم لهما قائمة، وأصبحت الفرقة المخصصة لهما «تنش طير».
فلما ساءت الحال أمامها وأعرض الناس عن تمثيلها، تقدم بعضهم إلى الأستاذ جورج أبيض ينصح له أن يحاربنا في نوعنا، وأن يختط لفرقته خطة جديدة، ما دام الناس يقبلون علينا هذا الإقبال العظيم.
وانقاد جورج لنصيحة أصدقائه. وكان في هذا الوقت قد عثر على الفتى الصغير حامد مرسي، فجاء به ينشد بعض القصائد القديمة بين فصول رواياته.
وكلف الأستاذ جورج المرحوم عبد الحليم دولار المصري أن يضع له رواية تماثل رواياتنا، فكان أن قدم له رواية «فيروز شاه»!
ولم تحدث هذه المنافسة الجديدة أي أثر من ناحية عملنا، بل ولم نحس نحن بأن هناك منافسا جديدا نزل السوق أمامنا! ولكن كانت هناك ظاهرة جديدة كان لها شأنها من وجهة نظري أنا، أقصها عليك فيما يلي!
لم يكن لدي الوقت بالطبع لأذهب إلى تياترو جورج أبيض كي أشاهد روايته، ولكن بعض ممثلي فرقتي كانوا ينتهزون فرص خلوهم من العمل فيذهبون لمشاهدتها، حتى إذا ما عادوا سمعتهم ينشدون أناشيدها البديعة، ويرددون ألحانها القوية، التي لمحت فيها اتجاها جديدا، وروحا جديدا ... بل فنا جديدا يسمو على كل ما عداه مما سبق أن قدمناه.
الشيخ سيد درويش
अज्ञात पृष्ठ