============================================================
ومن صفات أبي المؤرج الأمانة في نقل الآراء، والتثبت في نسبة الأقوال لأصحاها، وهو ما تقتضيه قواعد الدين ومتاهج التوثيق العلمي: يقول أبو غانم: "قلت لأبي المؤرج: فاليهودي أو النصراني يستكره المسلمة؟ قال: قد سمعت من أبي عبيدة في ذلك قولا لا أجدني أقوم بحفظه الآن فكأني إن لم أكذب نفسي أحفظ أنه قال: يقتل. والله أعلم. ولا ترو عني فيها إمضاع"(1).
ولكن برغم هذا ققد خالف أبو المؤرج شيخه أبا عبيدة في مسائل كلامية، منها القول بخلق الأفعال، وهي مسألة أنكرها الاباضية على المعتزلة.
و آزر أبا المؤرج بعض تلاميذ أبي عبيدة مثل ابن عبد العزيز وشعيب بن المعروف، وغيرهم: و تذكر المصادر أن أبا المؤرج رجع عن آرائه تلك، ثم ما ليث أن عاد إليها بعد وفاة شيخه. وقد ناقش علماء عمان أبا المؤرج في هذه المسألة، وفي غيرها مما خالف فيها أبا عبيدة، وحاجوه فرجع، وسألوه أن يلغ من أفتاهم بها في بلاد اليمن، فخرج في سبيل ذلك، وأدركته المنية في الطريق.
لهذا أفتى الإمام أفلح بولاية أبي المؤرج، والأخذ بآرائه، ما عدا المسائل الي أنكرها عليه شيخه وعلماء عصره.
ويعتبر أبو المؤرج المصدر الثاني لمادة المدونة، بعد ابن عبد العزيز، وقد ورد ذكر اسمه في المدونة آكثر من ألف مرة. (تحديدا 1066 مرة).
(1)- أبو غانم، المدوتة الكبرى، ج3، باب ما جاء في جامع الحدود، ص208.
7
पृष्ठ 29