============================================================
كما تدلنا المدونة على أن فقه وفكر أبي عبيدة قد انداح في أرض الاسلام واستقطب أتباعه من مختلف البلدان، فقد كان طلبته من مواطن شت، ثم تفرقوا فيما بعد في مختلف الأمصار الإسلامية، فأبو المؤرج من بلدة قدم في اليمن، وأبو المهاجر هاشم بن المهاجر من حضرموت وسكن الكوفة، وابن عباد المصري جماء من مصر ورجع إلى دياره بعد كمال دراسته في البصرة، وأبو أيوب وائل بن أيوب أصله من حضرموت، ثم استقر به المقام في البصرة وأصبح رئيس الاباضية في العراق بعدما غادر الربيع بن حبيب إلى عمان، أما حاتم بن منصور وعبد الله بن عبد العزيز وأبو غسان مخلد بن العمرد فلم تذكر المصادر التاريخية شينا عن مواطنهم الأولى، ولكنهم عاشوا في البصرة زمن الدراسة على أبي عبيدة، ثم أسهموا في تدوين وإتراء الفقه الإباضي، كما تحليه مدونة أبي غانم.
و تتبع تراحم الأعلام من تلامذته ييرز أهمية الإنجازات التي تحققت لاباضية في إمامة أبي عبيدة.
فقد انتشر هؤلاء في المشرق والمغرب، وبثوا علم أبي عبيدة وفكره بين الناس، وأقاموا إمامات عادلة في اليمن وعمان، وفي طرابلس الغرب وتيهرت، وامتد سلطاها عقودا من الزمن في المغرب، إذ دامت دولة الرستميين من 160 إلى 286ه وأما في عمان فقد استمرت لعدة قرون.
اما تراته الفكري، فقد خلف أبو عبيدة آثارا حفظ التاريخ معظمها، وهي: مجموعة أحاديث كان يرويها عن الامام جابر بن زيد وجعفر ابن الستاك، وصحار العبدي.
كتاب "مسائل أبي عبيدة، وهو بجموعة من الفتاوى وبعض 20
पृष्ठ 22