خلاف المقصود ، وهو أن يوتي في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه ، أي يؤتي بشىء يدفع ذلك الايهام ، وذكر له مثالين لان ما يدفع الايهام ، قد يكون في وسط الكلام ، وقد يكون في آخره.
فالاول ، كقوله :
فسقى ديارك غير مفسدها
صوب الربيع وديمة تهمى
أي تسيل لأن نزول المطر ، قد يكون سببا لخراب الديار وفسادها ، فدفع ذلك بتوسط قوله غير مفسدها.
والثاني ، نحو قوله تعالى : ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ).
فإنه لو اقتصر على وصفهم بالذلة على المؤمنين ، لتوهم ان ذلك لضعفهم ، فاتى على سبيل التكميل ، بقوله : اعزة على الكافرين ، دفعا لهذا التوهم ، واشعارا بان ذلك تواضع منهم للمؤمنين ، ولهذا عدي الذل بعلى ، لتضمنه معنى العطف ، كأنه قيل : عاطفين عليهم على وجه التذلل والتواضع.
ويجوز ان يكون التعدية بصلى ، للدلالة على انهم مع شرفهم ، وعلو طبقتهم ، وفضلهم على المؤمنين ، خافضون لهم اجنحتهم ، انتهى بأدنى اختصار.
والحادي عشر : حسن النسق ، وهو يطلق على معنيين.
أحدهما : ما يسمى بتنسيق الصفات ، وهو ان يذكر للشيء صفات متتالية كقوله تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ) الاية.
पृष्ठ 90