65

ومثاله في النظم قول هدية بن الحشرم :

فإن تقتلوني في الحديد فانني

قتلت اخاكم مطلقا لم يقيد

أي أن تقتلوني مقيدا ، وهو ضد المطلق ، فطابق بينهما في المعنى.

الرابع : طباق السلب ، وهو الجمع بين فعلي مصدر واحد احدهما مثبت والاخر منفي ، او احدهما أمر والاخر نهي.

فالاول : ، كقوله تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ).

وقول امير المؤمنين عليه السلام : «يغار عليكم ولا تغيرون ، وتغزون ولا تغزون» ، وقال أيضا : «تكادون ولا تكيدون».

ومن النظم قول بعضهم :

خلقوا او ما خلقوا لمكرمة

فكانهم خلقوا وما خلقوا

والثاني : نحو قوله تعالى ( فلا تخشوا الناس واخشون ).

وقول امير المؤمنين عليه السلام : «فكونوا من ابناء الآخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا».

الخامس : الطباق الخفي ، وهو الجمع بين معنيين احدهما بما يقابل الاخر نوع تعلق مثل السببية واللزوم ، نحو قوله تعالى : ( أشداء على الكفار رحماء بينهم )، فان الرحمة وان لم تكن مقابلة للشدة لكنها مسببة عن اللين الذي هو ضد الشدة. وقوله ايضا : ( جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ) فان ابتغاء الفضل وان لم يكن مقابلا للسكون ، لكنه يستلزم الحركة المضادة

पृष्ठ 67