340

وكالحض على الجهاد ، وصلة الأرحام ، الذي ختم به الأنفال.

وكوصف الرسول (ص) ومدحه ، والتهليل ، الذي ختمت به براءة.

وتسليته (ص)، الذي ختم به يونس.

ومثلها : خاتمة هود.

ووصف القرآن ومدحه ، الذي ختم به يوسف.

والوعيد والرد على من كذب الرسول (ص)، الذي ختم به الرعد.

ومن أوضح ما آذن بالختام ، خاتمة ابراهيم : ( هذا بلاغ للناس ) الآية.

ومثلها : خاتمة الأحقاف ، وكذا خاتمة الحجر ، بقوله : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) وهو مفسر بالموت ، فانها في غاية البراعة.

وانظر الى سورة الزلزلة ، كيف بدئت باهوال القيامة ، وختمت بقوله : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ).

وانظر الى براعة آخر آية نزلت ، وهى قوله : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) وما فيها من الاشعار : بالآخرية ، المستلزمة للوفاة.

وكذا آخر سورة نزلت ، وهي سورة النصر ، فيها الاشعار بالوفاة.

كما روى ان عمر ، سأل عن قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فقالوا : فتح المدائن والقصور.

قال : ما تقول يابن عباس؟.

قال : اجل ضرب لرسول الله (ص)، نعيت له نفسه.

واعلم : ان علم المناسبة بين اجزاء الكلام ، لا سيما «القرآن» الذي فى أعلى درجات البلاغة ، علم شريف ، قل اعتناء المفسرين به ، لدقته ، وقصورهم عن دركه.

فان قلت : ان القرآن نزل في نيف وعشرين سنة ، في أحكام

पृष्ठ 342