236

او قرنت بما يلائم المستعار له او المستعار منه.

الاول : مطلقة ، وهي : ما لم تقرن بصفة ، ولا تفريع ، اي : تفريع كلام بما يلائم المستعار له او المستعار منه ، نحو : عندي اسد ، والمراد بالصفة : المعنوية ، لا النعت النحوى ، على ما مر في بحث القصر :

(من ان بين الصفة المعنوية ، التي هي معنى قائم بالغير ، والنعت النحوي الذي هو تابع يدل على ذات ومعنى ، فيها غير الشمول عموم من وجه لتصادقهما على العلم في قولنا : اعجبنى هذا العلم ، وصدق الصفة المعنوية بدون النعت على العلم في قولنا : العلم حسن ، وصدقه بدونها على الرجل في قولك : مررت بهذا الرجل.

والثاني : مجردة ، وهي : ما قرن بما يلائم المستعار له ، كقوله اي : قول كثير :

غمر الرداء اذا تبسم ضاحكا

غلقت بضحكته رقاب المال

اي كثير العطاء ، استعار الرداء للعطاء ، لأنه يصون عرض صاحبه كما يصون الرداء ما يلقى عليه.

ثم وصفه بالغمر الذي يلائم العطاء ، دون الرداء ، تجريدا للاستعارة والقرينة : سياق الكلام ، اعني : قوله : اذا تبسم ضاحكا اي : شارعا في الضحك آخذا فيه ، يقال : غلق الرهن في يد المرتهن ، اذا لم يقدر على انفكاكه ، يعني : اذا تبسم غلقت رقاب امواله في ايدي السائلين.

والثالث : مرشحة ، وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه ، نحو قوله تعالى : ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم )

فانه استعار الاشتراء للاستبدال والاختيار ، ثم فرع عليها ما يلائم الاشتراء من الربح والتجارة» انتهى.

पृष्ठ 238