198

والجاحد.

ومنها : انه لم يزل ولا يزال غضا طريا ، في اسماع السامعين وعلى السنة القارئين.

ومنها : جمعه بين صفتي الجزالة والعذوبة ، وهما كالمتضادين لا يجتمعان غالبا في كلام البشر.

ومنها : جعله آخر الكتب غنيا عن غيره. وجعل غيره من الكتب المتقدمة قد تحتاج الى بيان يرجع فيه اليه ، كما قال الله تعالى : ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون )

وقال الرماني : وجوه اعجاز القرآن : تظهر من جهات ترك المعارضة مع توفر الدواعي ، وشدة الحاجة ، والتحدى للكافة ، والصرفة. والبلاغة والاخبار عن الامور المستقبلة ، ونقض العادة ، وقياسه بكل معجزة.

قال : ونقض العادة : هو ان العادة كانت جارية ، بضروب من انواع الكلام معروفة ، منها : الشعر ، ومنها : السجع ، ومنها : الخطب ومنها : الرسائل ، ومنها : المنثور ، الذي يدور بين الناس في الحديث.

فأتى القرآن بطريقة مفردة ، خارجة عن العادة ، لها منزلة من الحسن تفوق به كل طريقة ، ويفوق الموزون الذي احسن الكلام .

قال : واما قياسه بكل معجزة : فانه يظهر اعجازه من هذه الجهة اذ كان سبيل فلق البحر ، وقلب العصا حية ، وما جرى هذا المجرى فى ذلك سبيلا واحدا في الاعجاز ، اذ خرج عن العادة ، فصد الخلق عن المعارضة.

وقال القاضي عياض في الشفاء : اعلم : ان القرآن منطو على وجوه من الاعجاز كثيرة ، وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها في أربعة

पृष्ठ 200