158

قيل : اول من قالها سحبان وائل ، كما قال :

لقد علم الحى اليمانون انني

اذا قيل اما بعد اني خطيبها

هذا هو المشهور ، ولكن قال في (المزهر):

اول من قالها ، كعب بن لوي ، وهو اول من سمى يوم الجمعة (الجمعة) وكان يقال لها (العروبة) وقال في موضع آخر :

اول من قالها قيس بن ساعدة الأيادي.

(اصله : مهما يكن من شيء بعد الحمد والثناء) وكان هنا تامة ، بمعنى يوجد ، فاعله الضمير المستقر فيه ، ويمكن ان يكون فاعله من شيء ، على جعل من زائدة على قول من يجعل الشرط بحكم غير الموجب وعلى الاول : من شىء ، حال لفاعل كان ، والمراد من الأصل هنا : (ما) حق الكلام ان يكون عليه ، لا ان (اما) كان في الأصل (مهما) فتأخر الميم الأولى عن الهاء ، وادغمت الميم في الميم ، ثم ابدلت الهاء همزة ، وقدم لكونها في الجملة لصدر الكلام ، اي : اذا كانت استفهاما ولأن الهاء من اقصى الحلق ، فلا يناسبها الوسط ، وان كانوا يذكرون هذا النقل والاعلال فيها.

وكذلك ليس اصلها ما ننقله بعيد هذا ، وذلك : لأن الحرف ليس قابلا للتصرف والاعلال ، كما بين في الصرف ، ولا قابلا بان ينقلب من الاسم ، كما بينا في المكررات.

وليس المراد ايضا : ان الكلام كان بهذا النحو من التطول ثم اختصر ، بل المراد : ان هذه اللفظة تؤدي معنى ذلك الطول ، كما يدل على ذلك قوله :

(فوقعت كلمة اما موقع اسم هو المبتدأ) وهو كلمة (مهما)

पृष्ठ 160