173

मुक्तरक अकरण

معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٠٨ هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٨٨ م

أي معذرتهم. وعلى الاختيار نحو: (قد فَتَنَّا قَوْمَك مِنْ بعْدِك) . والإعذار نحو: (فبما نَقْضِهم مِيثَاقَهم لَعَنَّاهم) . اعتذر أنه لم يفعل ذلك بهم إلاَّ بمعصيتهم. والبواقي أمثلتها واضحة. قال ابن الجوزي في كتابها "النفيس": الخطاب في القرآن على خمسة عشر وجهًا. وقال غيره: على أكثر من ثلاثين وجها. أحدها: خطاب العام، والمراد به العموم، كقوله: (الله الذي خلقَكُم) . والثاني: خطاب الخاص والمراد به الخصوص، كقوله: (أكفَرْتُم بعد إيمانكم) . (يا أيُّها الرسولُ بَلِّغْ) . الثالث: خطاب العام والمراد به الخصوص، كقوله: (يا أيها الناسُ اتَّقوا ربكم) . لم يدخل فيه الأطفال والمجانين. الرابع: خطاب الخاص والمراد به العموم، كقوله: (يا أيها النبي إذا طلّقْتُم) . افتتح الخطاب بالنبي ﷺ، والمراد سائر مَنْ يملك الطلاق. وقوله: (يا أيها النبي إنَّا احْلَلْنَا لكَ أزواجك) . قال أبو بكر الصيرفي: كان ابتداء الخطاب له، فلما قال في الموهوبة: (خالصةً لكَ من دون المؤمنين) - علم أن ما قبلها له ولغيره. الخامس: خطاب الجنس، كقوله: (يا أيها الناس) . السادس: خطاب النوع، نحو: (يا بني إسرائيل) . السابع: خطاب العين، نحو: (يا آدم اسْكنْ أنْت وزَوْجكَ الجنَّةَ) . (يا نوح اهْبطْ) . (يا إبراهيم قد صدَّقْتَ الرؤيَا) . (يا موسى لا تخَفْ) . (يا عيسى إني متَوَفِّيك) . ولم يقع في القرآن الخطاب بيا محمد. بل بـ يا أيها النبي، يا أيها الرسول، تعظيما له وتشريفا وتخصيصًا له بذلك عمَّن سواه وتعليما للمؤمنين ألا ينادوه باسمه.

1 / 174