मुअतमिद इब्न अब्बाद
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
शैलियों
4
فعظم الخطب في الأمر الواقع، واتسع الخرق على الراقع، ودخل البلد من جهة واديه، وأصيب حاضره بعادية باديه، بعد أن ظهر من دفاع المعتمد وبأسه، وتراميه على الموت بنفسه، ما لا مزيد عليه، ولا انتهى خلق إليه، فشنت الغارة في البلد، ولم يبق فيه على سبد ولا لبد، وخرج الناس من منازلهم يسترون عوراتهم بأناملهم، وكشفت وجوه المخدرات العذارى، ورأيت الناس سكارى وما هم بسكارى، ورحل بالمعتمد وآله، بعد استئصال جميع ماله، لم يصحب معه بلغة زاد، ولا بغية مراد، فأمضيت عزيمتي في اتباعه فوصلت إليه بأغمات. ا.ه.
ويوافق الفتح ابن اللبانة على غدر جماعة من أصحاب المعتمد وعلى أن أعداءه فجئوه داخلين من أحد أبواب القصر، فخرج إليهم على غير عدة فهزمهم وأغلق الباب واعتصم بالقصر، ويسمي الباب باب الفرج ويقول: إن الداخلين كانوا من المرابطين.
وهذه طائفة من أسجاع الفتح في هذا الشأن:
وحين اشتد حصاره، وعجز عن المدافعة أنصاره، ودلس عليه ولاته، وكثرت أدواؤه وعلاته، فتح باب الفرج، وقد لفح شواظ الهرج، فدخلت عليه من المرابطين زمرة، واشتعلت من التغلب جمرة، تأجج اضطرامها ، وسهل بها إيقاد الفتنة وإضرامها، وعندما سقط الخبر عليه خرج حاسرا من مفاضته، جامحا كالمهر قبل رياضته، فلحق أوائلهم عند الباب المذكور، وقد انتشروا في جنباته، وظهروا على البلد من أكثر جهاته، وسيفه في يده يتلمظ للطلى والهام، ويعد بانفراج ذلك الاستبهام، فرماه أحد الداخلين برمح تخطاه وجاوز مطاه، فبادره بضربة أذهبت نفسه وأغربت شمسه، ولقي ثانيا فضربه وقصمه وخاض حشا ذلك الداء وحسمه، فأجلوا عنه وولوا فرارا منه، فأمر بالباب فسد وبنى منه ما هد.
ثم انصرف وقد أراح نفسه وشفاها وأبعد الله عنه الملامة ونفاها، وفي ذلك يقول عندما خلع، وأودع من المكروه ما أودع:
إن يسلب القوم العدى
ملكي وتسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعه
لم تسلم القلب الضلوع
अज्ञात पृष्ठ