मुअतमिद इब्न अब्बाद
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
शैलियों
وبنو عباد ملوك أنس بهم الدهر، وتنفس منهم عن أعبق الزهر، وعمروا ربع الملك، وأمروا بالحياة والهلك.
ومعتضدهم أحد من أقام وأقعد، وتبوأ كاهل الإرهاب واقتعد، وافترش من عريسته، وافترس من مكايد فريسته، وزاحم بعود، وهد كل طود، وأخمل كل ذي زي وشارة، وقتل بوحي وإشارة.
ومعتمدهم كان أجود الأملاك، وأحد نيرات تلك الأفلاك.
إلى أن يقول:
والقاضي أبو القاسم هذا جدهم، وبه سفر مجدهم، وهو الذي اقتنص لهم الملك النافر، واختصهم منه بالحظ الوافر، فإنه أخذ الرياسة من أيدي جبابر، وأضحى
2
من ظلالها أعيان أكابر ... وفاز من الملك بأوفر حصة، وغدت سمته به صفة مختصة، فلم يمح رسم القضاء، ولم يتسم بسمة الملك مع ذلك النفوذ والمضاء، وما زال يحمي حوزته، ويجلو غرته، حتى حوته الرجام، وخلت منه تلك الآجام.
وانتقل الملك إلى ابنه المعتضد، وحل منه في روض نمق له ونضد ... وتسمى بالمعتضد بالله، وارتمى إلى أبعد غايات الجود بما أناله وأولاه، لولا بطش في اقتضاء النفوس كدر ذلك المنهل، وعكر في أثناء ذلك صفو العل والنهل ، وما زال للأرواح قابضا، وللوثوب عليها رابضا، يخطف أعداءه اختطاف الطائر من الوكر، وينتصف منهم بالدهاء والمكر، إلى أن أفضى الملك إلى ابنه المعتمد فاكتحل منه طرفه الرمد، وأحمد مجده، وتقلد منه أي بأس ونجدة، ونال به الحق مناه، وجدد سناه، وأقام في الملك ثلاثا وعشرين سنة لم تعدم له فيها حسنة، ولا سيرة مستحسنة، إلى أن غلب على سلطانه، وذهب به من أوطانه، فنقل إلى حيث اعتقل، وأقام كذلك إلى أن مات، ووارته تربة أغمات.
هذه كلمات الفتح، وأثبت هنا كذلك قول ابن اللبانة الشاعر - وهو الشاعر الوفي، مدح المعتمد أميرا، وأشاد به وواساه أسيرا - وسيأتي طرف من شعره في المعتمد.
قال في بني عباد:
अज्ञात पृष्ठ