मुअतमिद इब्न अब्बाद
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
शैलियों
وفي نفح الطيب:
13
ولما عزم السلطان يوسف بن تاشفين إلى بلاده ترك الأمير سير بن أبي بكر أحد قواده المشاهير، وترك معه جيشا يرسم غزو الفرنج، فاستراح الأمير المذكور أياما قلائل، ودخل بلاد الأذفونش، وأطلق الغارة، ونهب وسبى وفتح الحصون المنيعة والمعاقل الصعبة العويصة، وتوغل في البلاد، وحصل أموالا وذخائر عظيمة، ورتب رجالا وفرسانا في جميع ما أخذه، وأرسل للسلطان يوسف جميع ما حصله، وكتب له يعرفه أن الجيوش بالثغور مقيمة على مكايدة العدو، وملازمة الحرب والقتال، في أضيق العيش وأنكده، وملوك الأندلس في بلادهم وأهليهم في أرغد عيش وأطيبه وسأله مرسومه ...
ويقول المراكشي: إن يوسف أرسل جندا للمرابطة في الثغور وأراد أن يكونوا عدة له حين يعزم على أخذ الأندلس.
هذا الكلام وشبهه إعراب صادق عما تقضي به تلك الأحداث والأحوال، فهؤلاء الصحراويون المسلمون الخلص قد اطبتهم تلك البلاد الخصبة النضرة وأسخطتهم عيشة المترفين من أهل الأندلس، وافتراق كلمتهم، والقوارع تنتابهم والعدو بين الحين والحين يجوس خلال ديارهم، ويأخذ ما يشاء من نسلهم وحرثهم. •••
لهذا عزم ابن تاشفين على خلع ملوك الطوائف وتدبير أمر الأندلس وأراد أن يستوثق من حكم الشرع فيما هم به، فاستفتى العلماء فأفتوه بجواز خلع هؤلاء الملوك المترفين؛ جمعا لكلمة المسلمين، وتقوية لهم على الجهاد.
يقول صاحب نفح الطيب: وحكى ابن خلدون أن علماء الأندلس أفتوا ابن تاشفين بجواز خلع المعتمد وغيره من ملوك الطوائف وقتالهم إن امتنعوا.
ويقول الأستاذ بلنثيا:
14
وكان الفقهاء يعتقدون أن سبب اضمحلال البلاد إنما هو انصراف أمراء الطوائف عن الدين وحدوده، فأملوا لهذا أن تصلح الحال إذا استعانوا بالمرابطين، وعارض الأمراء في الاستعانة بهم ما استطاعوا المعارضة؛ إذ إنهم توجسوا شرا من مزاحمتهم لهم على السلطان في الأندلس، ولكن الغالب أن جمهور الناس ألحوا في استقدام المرابطين، وتوجه بالفعل وفد مؤلف من قضاة بطليوس وغرناطة وقرطبة ووزير إشبيلية أبي بكر بن زيدون إلى إفريقية وقابلوا يوسف بن تاشفين واستصرخوه لنجدة الأندلس، فأجابهم إلى ما طلبوه.
अज्ञात पृष्ठ