154

मुअजिज़ अहमद

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

शैलियों

अलंकार
علامة العلماء واللج الذي ... لا ينتهي، ولكل لجٍّ ساحل علامة: كثير العلم، والهاء: للمبالغة. وجعله علامة العلماء زيادة للمبالغة: يصفه بكثرة العلم. وشبهه بالبحر في علمه وجوده، وفضله على البحر. لو طاب مولد كل حيٍّ مثله ... ولد النساء وما لهن قوابل يقول: لو طاب مولد كل حيٍّ، مثل طيب مولده، لما احتاج النساء إلى القوابل، حتى لا يشاهدن المستور من أحوالهن. كأنه نزه أمه عن وقوع بصر القوابل على عورتها عند الولادة. وهذا ليس فيه فائدة؛ لأن طيب المولد: أي علاقة له بسهولة الولادة. وأي مدح في ذلك وفي الاستغناء عن القوابل؟! وإن أراد به سعة الرحم بانحلال الرباط، لكان السكوت عنه أولى. لو بان بالكرم الجنين بيانه ... لدرت به ذكرٌ أم أنثى الحامل يقول: لو تبين الجنين بالكرم الذي له، لكان بان هو في بطن أمه، وكانت الحوامل تعلم أنه ذكر أم أنثى. وهذا لا طائل فيه ولا فائدة. ليزد بنو الحسن الشراف تواضعًا ... هيهات تكتم في الظلام مشاعل يقول: ليزدد هؤلاء الأشراف تواضعًا؛ لأنهم في الشرف مشهورون، فتواضعهم لا يضع قدرهم؛ لأن شرفهم لا ينكتم بالتواضع، كما لا ينكتم ضوء المشاعل في الظلام، بل الظلام يزيدها ضوءًا، كذلك تواضعهم. ستروا الندى ستر الغراب سفاده ... فبدا، وهل يخفى الرباب الهاطل؟! السفاد للطير: كجماع الإنسان. والرباب: السحاب الأبيض، وقيل: هو الذي فوقه سحاب آخر. والهاطل: المتتابع القطر. يقول: إنهم اجتهدوا في إخفاء عطائهم فظهر ولم ينكتم، بل انتشر كالمطر الهاطل من السحاب. جخفت وهم لا يجخفون بها بهم ... شيمٌ على الحسب الأغر دلائل جخف وجمخ: إذ افخر والشيم الأخلاق. وقيل: هي الدلائل. وفاعل جخفت: شيم تقديره. جخفت بهم شيم وهم لا يجخفون بها. يقول: إن شيمهم تفتخر بهم؛ لحلولها فيهم، وهم لا يفتخرون بها؛ لأن أخطارهم أعظم. مع أن تلك الشيم هي أشرف الشيم، من حيث أنها دلائل على حسبهم الأغر الكريم. متشابهي ورع النفوس: كبيرهم ... وصغيرهم عف الإزار حلاحل متشابهي: نصب على الحال. عفٌّ وعفيف: واحد. والحلاحل: السيد. يقول: كلهم متشابهون في الورع: صغيرهم وكبيرهم، وكلهم سادة كرام، عفف الإزار، لا يقربون الفاحشة ولا يسعون إلى زنا، ولا ريبة. يا افخر فإن الناس فيك ثلاثةٌ: ... مستعظمٌ، أو حاسد، أو جاهل أي: يا هذا افخر فحق لك الفخر، ويجوز أن يكون بمعنى: التنبيه. يقول: إن الناس فيك ثلاثة أقسام: إما مستعظم لقدرك، وإما حاسد لفضلك، وإما جاهل بك لا يعرف حقيقة حالك. ومثله قول ذي الرمة: وما زلت تعطي النفس حتى تجاوزت ... مناها فأعط الآن إن شئت أو دع ولقد علوت فما تبالي بعدما ... عرفوا: أيحمد أم يذم القائل يقول: أنت علوت حتى استقر عند كل أحدٍ علو قدرك، فما تبالي بعد ذلك بحمد حامد ولا بذم ذام، وصارا عندك سواء. أثني عليك ولو تشاء لقلت لي ... قصرت فالإمساك عني نائل يقول: أثني عليك وأنا مقصر في وصفك، فلو شئت لقلت لي: إنك قصرت، فإذا أمسكت عني وقبلت مدحي مع تقصيري، فكأنك قد أعطيتني سوى ما أعطيت. وقيل: أراد إن لم تعطني على مدحي فقد أحسنت لما في مدحي من التقصير. لا تجسر الفصحاء تنشد ها هنا ... بيتًا ولكني الهزبر الباسل وروى: لا تحسن. الهزبر: الأسد. والباسل: الشجاع. يقول: لا يقدر أحدٌ من الفصحاء أن ينشد في مجلسك بيتًا واحدًا؛ هيبةً منك. لكني خالفت سائر الفصحاء جسارةً وقوة قلب، فأنا كالأسد الشجاع، فلهذا تجاسرت عليك. ما نال أهل الجاهلية كلهم ... شعري، ولا سمعت بسحري بابل أرض العراق كلها: بابل وهي على ما يقال: قرية من العراق، وخصصت بالسحر؛ من أجل هاروت وماروت يقول: إن أهل الجاهلية ما نالو مثل شعري، وكذلك أهل بابل ما سمعوا بمثل سحري؛ لرقة ما أستنبط من المعاني. وأراد: أن شعري أجود الأشعار وأرق من السحر؛ لأن البليغ يمكنه أن يذم الممدوح، ويمدح المذموم! ولهذا قال ﷺ: " إن من البيان لسحرا ". وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فهي الشهادة لي بأني فاضل

1 / 154