تقديم فضيلة الشيخ أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي
، حفظه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: - فإن معرفة السنة من أعظم أركان الدين، ولذاك فالعناية بها واجبة على المسلمين، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعيين الصحيح من السقيم وبمعرفة أحوال نقلتها ومراتبهم.
ولقد وفق الله للسنة حفاظا عارفين، وجهابذة عالمين " وصيارفة ناقدين .. ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ خصهم الله بهذه الفضيلة ورزقهم المعرفة في كل دهر وزمان.
وكان من زمرتهم المباركة، وركبهم الكريم، وقافلتهم المتصلة، شيخ المفسرين والمحدثين والمؤرخين؛ الإمام العلم الفرد المجتهد أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، صاحب التصانيف البديعة في التفسير والحديث والتاريخ والعقيدة.
ولقد وفق الله أخانا في الله: أكرم بن محمد زيادة إلى خدمة مصنفات الإمام الشهير ابن جرير - رحمه الله - فاستخرج أسامي شيوخه في كتبه المطبوعة المعروفة وترجم لهم ترجمة تقربهم بين يدي طالب العلم، وتكشف عن مراتبهم في الجرح والتعديل؛ اصطحب في رحلته إلى ذلك نفسا علميا، وتأنيا سنيا، فجاء عمله شاملا متكاملا بتوفيق الله وفضله.
पृष्ठ 2