मुजम मटबूअत नजफिया
معجم المطبوعات النجفية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1385 - 1966 م
EDITOR|
معجم المطبوعات النجفية
पृष्ठ 1
الطبعة الأولى جمع الحقوق محفوظة للمؤلف مطبعة الآداب - النجف 1385 هج - 1966 م
पृष्ठ 2
معجم المطبوعات النجفية منذ دخول الطباعة إلى النجف حتى الان بقلم محمد هادي الأميني
पृष्ठ 3
بسم الله الرحمن الرحيم رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين.
पृष्ठ 4
المقدمة للأستاذ الجليل البحاثة عبد الحميد العلوچي حركة الفهرسة، عندنا، في العراق، جامدة.. لا ينشطها تحريك ولا حفز، بالرغم من وفرة الدواعي إلى الانفساح والاتساع في رحابها. وهي وإن كانت الطريق الأمثل إلى إحياء المخطوطات الانباذ في خزائن العراق العامة والخاصة.. فإنها ما انفكت تشتهي الحث والاستهواء والتحريض والاستفزاز حيال الباحثين الذين استغوتهم الآثار المخطوطة.
ففي العراق من التراث الفكري الاسلامي والعربي ما لو أدركه وعرفه العلامة كار بروكلمان CARL BROCKELMAN لأذاعه في الخافقين، ولا ستكفي به واستغنى في كتابه الرائع (تاريخ الأدب العربي). GESCHICHTE DER ARABISCHEN VITTERATUR ولكن الآفة التي حبست هذا المستشرق الكبير
पृष्ठ 5
عن احتطاب مآثرنا الفكرية الرواقد تحت الغبار في خزائننا.. هي انصراف أولي الدرس والتحصيل فجر القرن العشرين - عن الفهرسة وتخلفهم عن الزحف الذي بدأته مصر، في وطننا العربي، بالانفاق فيما ينبغي - تنويها بمحتوى خزائنها - فوق ما ينبغي.
على انى لا أريد بقولي هذا أن أجرد بعض الباحثين العراقيين من فضيلة الاقتفاء، فقد وجدت أغلبهم - وهم قليل - يخوضون بعد فوات الأوان، صعاب المزالق والعقبات، على الصعيد الفهرسي من غير أن تتهيأ لهم أداة المنهج العلمي في مواجهة الاستفسار بين أكداس المخطوطات.. ومن هنا ضاعت الفائدة الفيحاء، والنفع الأعم. فباتت مخطوطاتنا شتى، وفى أماكن مجهولة، رهينة صناديق وأسفاط، وطريدة فأر وأرضة.. لا ينالها طالب، ولا يدركها محتاج، ولا يشير إليها فهرس أو معجم أو ثبت.
وقد يقتضيني الانصاف أن أبارك الجهود التي لم تذهب ضياعا وخسرا في خدمة التراث الفكري المخزون وراء الحواجز والحوائل وخلف الأبواب. ولا سيما تلك التي تجسدت مقالات وكتبا أشار أصحابها فيها إلى بعض المخطوطات الدفينة في الخزائن البغدادية، والمكتبات الخاصة والموقوفة في منطقتي الكاظمية والأعظمية، وفي أنحاء مختلفة من العراق. كما فعل بروكلمان في كتابه الشامخ
पृष्ठ 6
المعروف، وجرجي زيدان في تاريخ الآداب العربية، وفيليب طرازي في خزائن الكتب العربية في الخافقين، وأغا بزرك في الذريعة إلى تصانيف الشيعة، والخاقاني في الآثار المخطوطة في العراق (الذي لم يطبع).
وكان للخزائن البغدادية القسط الأرحب من إهتمام الولع بالفهرسة. ومن الحقيق بالاعجاب تلك المحاولات الناجحة التي سجلها عدد من أفاضل الباحثين في دراسات وكتب تناولت المخطوطات المحفوظة في مكتبات بغداد ومساجدها بالإشارة والوصف والتعريف. كالأب انستاس الكرملي الذي كتب ما كتب من مقالات متسلسلة عن مخطوطات خزانة الكرمليين النصرانية ببغداد في مجلة (نشرة الاحد) الصادرة ببغداد خلال 1929 - 1931 ضمن مجلداتها (8 - 10)، والأستاذ كوركيس عواد الذي وزع جهده اللامع تصنيفا وفهرسة على مخطوطات الكرمليين في خزانة المتحف العراقي (مجلة سومر - المجلد السابع 1951) ومخطوطات مكتبة المتحف العراقي ببغداد (مجلة معهد المخطوطات العربية في القاهرة - المجلد الأول 1955)، وخزانة كتب الوقف بمسجد الزيدي ببغداد وخزانة الكتب في مشهد أبي حنيفة (مجلة المشرق الموصلية - المجلد الأول 1947)، وأقدم المخطوطات في خزانة الأوقاف العامة
पृष्ठ 7
ببغداد (مجلة سومر - المجلد الثالث 1947 والرابع 1948)، والمخطوطات العربية في مكتبة المتحف العراقي (وقد ظهر من هذا الفهرست ثلاثة أقسام، الأول للمخطوطات التاريخية، والثاني للأدبية، والثالث للطب والصيدلة والبيطرة.. وكلها نشرت في مجلة سومر - المجلدات 13 - 15 خلال 1957 - 1959)، والمخطوطات المتعلقة بمدينة بغداد تاريخا وحضارة (في كتاب جمهرة المراجع البغدادية الذي أسهمت في تأليفه، وقد طبع ببغداد سنة 1962) ومخطوطات خزانة يعقوب سركيس المهداة إلى جامعة الحكمة ببغداد (وقد انتهى من وضع فهرسها، والمؤمل أن تقوم الجامعة المذكورة بطبعه ببيروت في المطبعة الكاثوليكية، بعد أن طبعت موجزه بالرونيو ووزعته على المعنيين بالمخطوطات).
وسلك هذا الطريق الوعر، أيضا، الأستاذ عبد الحميد الدجيلي في وصفه الرسائل الإسماعيلية القديمة النادرة التي عثر عليها بين تركة الأب أنستاس الكرملي (مجلة المجمع العلمي العراقي - الجزء الثاني من المجلد الثالث 1955)، والمخطوطات الثمينة في خزانة المتحف العراقي (مجلة سومر - المجلد السابع 1951). ومثله كان الأستاذ علي الخاقاني حين تكلم على الآثار المخطوطة ببغداد (مجلة الغري - المجلد الأول 1939)، والأستاذ إبراهيم الدروبي في ما انتخبه من
पृष्ठ 8
مخطوطات المكتبة القادرية ببغداد (مجلة المجمع العلمي العراقي - المجلد السادس 1959)، والأستاذ أسعد طلس في كشافه عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف (وقد طبع ببغداد سنة 1953) والدكتور حسين علي محفوظ في ما كتبه باللغة الفارسية، للمجلد الثالث من مجلة دانش الصادرة في طهران سنة 1955، عن المخطوطات الفارسية في مكتبة المتحف العراقي، وما كتبه عن خزائن كتب الكاظمية، ومنها خزانته الخاصة، وخزانة جامعة مدينة العلم، وخزائن: السيد حسن الصدر، والحاج عبدا لباقي الطيار، والسيد علي الهاشمي، والشيخ عبد الحسين الأسدي، والشيخ عبد الرزاق العاملي، والشيخ عبد الصاحب الأنصاري، والشيخ محمد رضا شالچي موسى (مجلة معهد المخطوطات العربية - المجلد الرابع 1958، والسادس 1960). وعلى نفس الدرب مضى الأستاذ ف. هوينرباخ HOENERBACH. W في ما كتبه عن بعض المخطوطات العربية الموجودة في بغداد على صفحات مجلة المشرق ORIENS (المجلد الثامن 1955)، والأستاذ لويس ماسينيون MASSIGNON. L في إشاراته النافعة إلى مخطوطات بعض المكتبات البغدادية في مجلة العالم الاسلامي REVUE DU MONDE MUSULMAN (المجلد الثامن 1909). ومما يجب التنويه به، في هذا الصدد، هو (فهرست مكاتب بغداد الموقوفة)
पृष्ठ 9
الذي تحتفظ به الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية (وهو لم يطبع ويقع في 147 صفحة أكثرها بخط السيد محمود شكري الآلوسي).
أما مدينة الموصل، وما في مساجدها ومدارسها الدينية وأديارها وتكاياها ومكتباتها الخاصة من مخطوطات نادرة واعتيادية. فقد تناولها بالإشارة والوصف والتعليق الدكتور داود الچلبي في كتابه مخطوطات الموصل (الذي طبع ببغداد سنة 1927).
وقيض الله لمدينة كربلاء من يرشد علماء الدنيا والدين إلى بعض ما ازدحم في خزائنها من مخطوطات. وكان أشهرهم الأستاذ منير القاضي حين ألم إلماما واسعا بالمصاحف الشريفة المخطوطة التي تختال بها خزانة العتبة الحسينية المقدسة (مجلة المجمع العلمي العراقي - المجلد السادس 1959)، والأستاذ سلمان هادي الطعمة في ما نوه به من الآثار المخطوطة في كربلاء على صفحات مجلة المكتبة التي تصدرها مكتبة المثنى ببغداد (في بعض أعداد سنين 1963 - 1965).
وتصدى لبعض مخطوطات مدينة البصرة بالإشارة والوصف الأستاذ كوركيس عواد يوم عقد كلامه على مكتبات البصرة ومخطوطاتها في مجلة معهد المخطوطات العربية (الجزء الثاني من المجلد الأول 1955)، والأستاذ الخاقاني حين فهرس وصنف مخطوطات المكتبة العباسية في البصرة (وقد نشر فهرسته في ثلاثة
पृष्ठ 10
أقسام على صفحات مجلة المجمع العراقي، المجلدات 8 - 10 الصادرة خلال 1961 - 1963).
أما ما يتعلق بمخطوطات خزائن مدينة (النجف الأشرف) فالذي لست أجهله منه هو أن مجلة (لغة العرب) البغدادية قد أشارت بما فيه نفع كبير، في مجلدها الثالث، إلى بعض محتوى مكتبات النجف الخاصة من نوادر المخطوطات... وأن الدكتور حسين علي محفوظ نظم فهرسا جيدا لمخطوطات الخزانة الغروية، ونشره في مجلة معهد المخطوطات العربية (الجزء الأول من المجلد الخامس 1959).. وأن بعض المجلات الأدبية التي صدرت في النجف، كالاعتدال، والغري، والنجف، والبيان، كانت تلمع بالوصف إلى بعض المخطوطات النفيسة التي ترقد في خزائن النجف وأن بعض الرسائل المتبادلة بين جمهرة كبيرة من أفاضل النجف وطائفة من المستشرقين كانت غنية بالإشارات الحافلة إلى ما يحتمل وجوده أو ما هو موجود فعلا في النجف من نفائس الآثار المخطوطة.
هذا، ولا أكثر من هذا، هو ما احتوشته عن خزائن الكتب في النجف. ولطالما مزق ذلك منى الفؤاد، لان التراث الاسلامي والعربي الذي ارتهنته خزائن النجف لمما يبعث على الاعتزاز.
ولكنه مهمل، منبوذ، مجهول، يتطلع إلى من سوف يخدمه ويرعاه
पृष्ठ 11
ويبث خواصه في الآفاق. وهذا ما يضع في الحلق أكثر من شجى ويلوث العين بما هو أدهى من القذى، ولولا نشاط العلامة الأستاذ الشيخ محمد هادي الأميني الذي ما فتئ يبذله في وصف مخطوطات بعض المكتبات العامة والخاصة في النجف. لآمنت بأن العقوق إنما هو سيد الخصال في مدينة كالنجف لا أتمنى لها إلا الازدهار على الصعيد الثقافي. فلقد عرفت الأستاذ الأميني أخا صبر، وقرين مثابرة، عندما أراد أن يبشر الدنيا بما في النجف من تراث فكري لا يزال مخطوطا، فهو بعد أن ألمع إلى نوادر المخطوطات في مكتبة آية الله الحكيم العامة (في فهرس طبع بالنجف سنة 1962) - الحلقة الأولى -. اندفع، ورائده الخدمة المكتبية، إلى وصف مخطوطات مكتبة آية الله السيد محمد البغدادي في كتاب طبع بالنجف. أيضا سنة 1964، وها هو ذا، اليوم، يطلع على الفكر العربي بالأثر الرائع الثالث: (معجم المطبوعات النجفية) الذي هتك فيه جميع الأقنعة عن مطبوعات ثمينة دارت مع الفقه، والتفسير، والحديث والمواعظ، والعقائد، والمقاتل، والأنساب، والرجال، والتاريخ واللغة، والأدب، والفلك، والطب، والأدعية، والفلسفة، والأخلاق، والكلام، والنحو، والشعر، والبلاغة، والرياضيات، بعد أن قرأنا له من قبل (معجم رجال الفكر والأدب في النجف
पृष्ठ 12
خلال ألف عام) الموسوعة الخالدة التي استقبلته الأوساط الثقافية والمجامع العلمية بعين الاكبار والتقدير.
وهذا ما كان أغلب المحققين يتمنون الوقوف عليه ليستعينوا به يوم تدعوهم الحاجة إلى التماس النجدة، تعزيزا للتراث الذي يراد طبعه وتحقيقه.
وفوق ذلك، سبق للأستاذ (الأميني) أن نشر وصفا لطائفة كبيرة من مخطوطات النجف في مجلة (عالم المكتبات) القاهرية (خلال 1963 - 1964) ومجلة المكتبة البغدادية، كما نشر ستة فصول في مجلة النجف (المجلد الخامس 1962) عن مخطوطات (مكتبة الامام أمير المؤمنين (ع) في النجف العامة).
وختاما أراني راسخا على أن الأستاذ (الأميني) سيغذ السير قدما في طريق الفهرسة، غير آبه بما يعتوره من صعاب قد يكون بعضها ماديا، فأحمد الله فيه، وأحمده في نفسه.
بغداد: 1 / شباط / 1966 عبد الحميد العلوچي
पृष्ठ 13
المدخل:
عندما انتهيت من وضع وطبع كتابي - معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام - في العام المنصرم، رغب إلي شيخنا الأكبر الحجة المجاهد الشيخ الأميني - الوالد المعظم - دام علاه.. وضع معجمين آخرين لهما الصلة كل الصلة بتاريخ النجف من الناحية الفكرية، ويعتبران أيضا من صميم موضوع النجف في المجال الثقافي وهما:
1 - معجم المؤلفات النجفية: ويضم بين دفتيه ما ألفه أرباب القلم ورواد العلم والأدب والفن في النجف خلال ألف عام في كافة المجالات حسب العلوم، فاذكر فيه مؤلفاتهم في الفقه.، والأصول والأدب.. وعلم النفس.. والقانون.. وغيرها من النشاطات الفكرية مع الإشارة إلى مؤلف كل واحد وتعيين طبعه أو مخطوطه إلى جانب سائر مميزاته ومشخصاته، فتظهر الطاقات المعنوية في ظلاله، والمحاولات الفكرية الموفقة بصورها الرائعة على صفحاته.
ب - معجم المطبوعات النجفية، وفيه بيان لما أخرجته مطابع النجف من الكتب والكراسات والمجلات والصحف منذ دخول المطابع إلى النجف ليومنا هذا، مع ذكر اسم الكتاب ومؤلفه وتاريخ
पृष्ठ 15
طبعه وعدد صفحاته بالإشارة إلى وفاة مؤلفه إذا توفي، أو تاريخ ولادته ان كان على قيد الحياة.
ولا شك أن المعجمين في الواقع مجهود ضخم، وعبء عملي مضنك يتطلبان وقتا طويلا، بالإضافة إلى التعب الفكري الذي يلاقيه الباحث عن المطبوعات النجفية أو المؤلفات النجفية بصورة عامة ذلك أن التراث الفكري النجفي واظهار ما فيه من قيم إنسانية، وروائع فنية سامية، يفتقر إلى بحث وتحقيق وتنقيب طويل، فان الكثير من هاتيك المطابع أو دور النشر والآثار أكل الدهر عليها وشرب ولفها النسيان والتلف ولم يبق منها الزمن غير اسمه وذكره ولم يحتفظ حتى عنوانها، غير اني بحول الله وقوته وتوفيقه..
تمكنت من تحقيق فكرة وضع - معجم المطبوعات النجفية - بالصورة التي تجدها أمامك بعد أن رحت أفتش دور الكتب في النجف العامة منها والخاصة، وزوايا البيوتات باحثا فيها عن مطبوع نجفي، ومنقبا عن مجهود فكري تمخضت به الفكرة النجفية المسكينة المظلومة.
وعنى في سبيلها المتاعب والمصاعب ثم أهملته الحياة وألقته جانبا وكفنته بأبراد النسيان وأكفان الاهمال وراح مؤلفه يبكي حظه التعس في هذه الحياة التي ما جرعته غير الغصص.
إن الحديث والتحدث عن جوانب المؤلف النجفي المسكين.
पृष्ठ 16
ذو شجون لا نهاية له، ولم يزل مع هذه المتناقضات، وفقدان المقاييس والموازين في مجتمعه يصارع على مسرح العلم والأدب، ويبدع وينتج بقوة طاقاته الفكرية ويجعلها مشعلا لامته في ظلمات ودروب الحياة القاتمة الملتوية المحشوة بالأشواك والتيارات الفكرية العوجاء، ويخترق لهم حجب الصيحات الالحادية الرعناء ويزيل كل هذه العقبات من على طريقهم بيراعه وفنه.
ولعل الحديث عن المؤلف النجفي وظروفه وحياته المعنوية والمادية والاجتماعية والفردية يبعدنا عن صلب البحث ولا شك في ذلك فإنني أترك البحث والخوض فيه إلى بحث آخر، وأعود إلى القول بأن جامعة النجف الكبرى ساهمة مساهمة فعالة كبرى في تنشيط الحركة الفكرية والحضارة الثقافية، بعد أن أصبحت الطباعة من أقوى عوامل الرقي في العالم الانساني ومظهرا من مظاهر تقدم الأمم الفكرية والحيوية.
الطباعة في التاريخ:
والطباعة في مدلولها اللفظي: تمثيل الصور بنقلها عن صفائح أو أحرف أو طوابع رسم عليها المثال مقلوبا فيؤخذ عنها بالضغط وينقل عنها إما بالحبر وإما بالألوان كطباعة الكتب والأقمشة والرسوم والأوراق
पृष्ठ 17
وغيرها، وقد يستغني فيها عن الحبر والألوان كالطباعة على ألوان المعدن وطباعة كتب العميان وسائر المطبوعات البارزة. ولهم في تحضير الصور الأصلية التي ينقل عنها طرق مختلفة، فاما أن تحفر الخطوط أو الكلمات التي يراد طبعها في صفائح من النحاس صقيلة فتملأ حبرا ويمسح سطح النحاس بحيث لا يبقى من الحبر شئ إلا ضمن الخطوط المحفورة فيضغط الورق عليه فترتسم عليه الخطوط.
وإما أن تحفر بارزة على قطع من الخشب أو المعدن وتطبع باليد وبالآلات كطبع الأقمشة والرسوم العادية في الكتب وغيرها.
وإما أن ترسم بحبر زيتي أو قلم خاص لهذه الغاية على حجر ويرطب الحجر بالماء فإذا مد حبر الطباعة علق بما على الحجر من الحجر فقط ونبذته باقي أجزاء الحجر الرطبة فينقل عنه إلى الورق بالضغط في مطابع مخصوصة وهو طبع الحجر المعروف.
وإما أن تتألف الصفائح التي ينقل عنها من أحرف أو أجزاء متفرقة يرتب الواحد منها إلى جانب الآخر حسب الاقتضاء، فينشأ عن مجموعها صفيحة بعض سطحها بارز والبعض الآخر منخفض فيصيب حبر المطبعة ما برز من السطح المذكور وينقل إلى الورق أو غيره وهو يعرف بالفرنسية باسم TYPOGRAPHIE، وبالإنكليزية TYPOGRAPHY ويشمل كل ما يعتمدون في طبعه
पृष्ठ 18
على صفائح محفورة يظهر الرسم المراد طبعه على سطحها بارزا مقلوبا وهو موضوع بحثنا الآن.
وليست الطباعة بالقديمة العهد على أنه يظهر ان الصينيين سبقوا سائر الأمم إلى استخدامها لطبع الكتب فعرفوها منذ القرن السادس الميلادي، ولكنها لم تنتشر على ما يظهر قبل القرن العاشر إذ طلب وزيران من وزرائهم إلى الإمبراطور سنة 932 م ان يأمر بتصحيح بعض كتبهم وطبعها وكانوا يقتصرون على استنساخها حتى ذلك الزمان، فأجاب الإمبراطور ذلك الطلب فشرعوا بالعمل وثابروا عليه عشرين عاما حتى أتموه وفي أواخر القرن الثالث عشر الميلادي كان المطبوع من كتبهم يشمل أكثر التآليف الأدبية القديمة.
وهناك رأي آخر ذهب إلى أن أقدم المطبوعات الخشبية المعروفة في أوروبا صنعت على القماش وهي لا تمت بصلة إلى الكتب اطلاقا ولكن حين بدأ انتشار استعمال الورق استخدم كذلك في طبع عدد كبير من صور القديسين، وورق اللعب الذي انتشر انتشارا كبيرا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، والتقاويم بطرق الطباعة الخشبية وحبر الطباعة المصنوع من الصناج والزيت، وهذه كلها كانت من المطبوعات على ورقة واحدة ولدينا منها أكثر من ثلاثة آلاف ترجع إلى القرن الخامس عشر وأقدم ما وصل إلينا منها يرجع
पृष्ठ 19
إلى عام 1418 م وهو يمثل العذراء واقفة تحمل بين ذراعيها المسيح الطفل (1). وطريقة طبع الكتب عندهم هي انهم يكتبون ما يرومون طبعه على ورقهم ويلقون الوجه المكتوب على قطعة من الخشب الصلب ملساء السطح فينتقل حبر الكتابة من الصفحة إلى الخشب فيحفرون ما لم يصبه الحبر ويستبقون الكلمات بارزة فيمسحون سطحها بالحبر ويلقون عليه القرطاس ويمسحون قفاه، والغالب عندهم ان يطبعوا دفعة واحدة صفحتين على وجه واحد من القرطاس ولا يطبعون شيئا على الوجه الآخر، وبين الصفحتين هامش تطوى عليه الصفحتان وعندهم حتى الآن كتب مطبوعة من عهد ملوك من عائلة سنغ سنة 960 - 1279 م فطباعتهم هذه القديمة عبارة عن نقل المطبوعات عن قوالب محفورة من الخشب.
أما الآن فقد عرفوا الطبع بالأحرف المتفرقة وأكثر المرسلون المسيحيون من استخدامها في بلادهم ولكنهم لا يزالون يستعملون طباعة القوالب، وقد يؤثرونها على الأحرف المتفرقة لما في لغتهم من تعدد الأحرف التي تعد بالمئات وما في استخدامها من الصعوبة ويقال: ان اليابانيين أخذوا الطباعة عن الصينيين منذ زمن بعيد وجروا
पृष्ठ 20
فيها على طريقتهم الأصلية وشاع استخدام الأحرف المتفرقة عندهم لعهد قريب.
ويظهر من بعض أقوال شيشرون (2) والقديس ابرونيموس وغيرهما ان القدماء وان جهلوا الطباعة فقد جروا في بعض صناعاتهم على استخدام الأحرف المتفرقة كعملة الخزف من الرومان فان على بعض آنيتهم أسماء صانعيها وقد طبعوها عليها بالأحرف المتفرقة، ويؤيد ذلك ما نشاهد في بعضها من الأحرف المقلوب رأسها خطأ إلى الأسفل.
وفي أواخر القرن الثاني عشر جري النساجون في إيطاليا وإسبانيا وصقلية، على طريقة الصينيين في طباعة الرسوم على منسوجاتهم من الحرير والقطن بالحبر عن قطع من الخشب المحفور وطبعوا بالطريقة نفسها ورق اللعب إلى أن توصلوا في أوائل القرن الخامس عشر إلى حفر الصور الدينية على الخشب وفي أعلاها أو أسفلها بضعة أسطر عن موضوعها وجعلوا يطبعونها صفائح متفرقة واستمروا على زيادة الكتابة وتصغير حجم الرسوم إلى أن جمعوا منها كتبا، ومن أقدم هذه الصفائح صفيحة لا تزال موجودة طبعت سنة 1423 م
पृष्ठ 21