आधुनिक नगरीकरण की समस्याएं
معضلات المدنية الحديثة
शैलियों
هنا انتقلت المعركة إلى الشرق وما تزال قائمة، غير أن هذه المعركة قد أخذت في الشرق صورة تخالف الصورة التي أخذتها في الغرب، فأثرها في القضاء على الفكرة الإنسكلوبيذية الفرنسوية يكاد يكون تاما الآن، أما أثرها في القضاء على أساليب الشرق القديمة فلا يزال يحتاج إلى كثير من الجهد البالغ. على أن الطريق قد مهد وأزيلت أكثر عقباته ولم يبق إلا السير فيه بقدم ثابتة لنبلغ إلى الحد الذي سبقتنا إليه الأمم.
وهذه خطوة أخرى من الخطى التي خطاها بنا الأستاذ الكبير، أفليست تكفي وحدها لأن تجعل أثره في الشرق خالدا؟ (2-5) الآثار الاجتماعية
ورثنا عن القرون الوسطى فكرة الخلاص الأخروي على أنها الفكرة التي يجب أن تتجه فيها جهود الحياة، فكأننا بهذا فصلنا بين معقول الحياة والحياة، أو بالأحرى فصلنا الفكرة في الحياة عن الحياة.
في القرون الوسطى، وفي بضعة القرون التي تقدمت قيام المعركة بين العلم وصور المعتقدات القديمة، قامت في العقول فكرة أن نهاية العالم تقترب وأن عمر الدنيا ألفان من السنين، وأن القرن العاشر من الميلاد هو نهاية العالم؛ هنالك انصرفت الفكرة إلى الآخرة. ومن الغريب أن انصراف الفكرة إلى الخلاص الأخروي لا تزال آخذة بخناق كثير من الشعوب على الرغم من أن العالم لم ينته بل لم يزل مشبوب القوة بالحياة. والحقيقة أن الوسائل كانت تنقص أهل العلم والذين أكبوا على الأسلوب العقلي يستدرون وحيه، فلما اهتدى العقل الإنساني إلى تعليل كاف لمذهب النشوء أخذت تتداعى جدران القديم حجرا بعد حجر، وأخذت الإنسانية سمتها نحو مبدأ آخر هو أن الخلاص الدنيوي لا ينزل عن الخلاص الأخروي قدرا ولا ينحط عنه مكانة.
ونزل الإنسان عن عرش الملائكة، ولكن ليتربع على عرش آخر، هو عرش الحيوانات، وبان للناس أن السلسلة الطويلة التي انتهت بوجود البريمات وعلى رأسها الإنسان، إذ ترجع بدايتها إلى ملايين كثيرة من السنين؛ لا بد من أن تكون متجهة إلى بلوغ حد قد تنتهي إليه بعد ملايين عديدة من الأعوام في مستقبل عمر الكون. وهذه الفكرة الجديدة، على الرغم من أنها قياس تمثيلي صرف، على حد قول المناطقة؛ كان لها من الآثار الاجتماعية ما تتضاءل أمامه الآثار التي خلفتها الأوهام في مصر وبابل وأشور والكلدان خلال العصور القديمة .
على أن هذه الآثار من المتعذر أن تحصى عدا، ولكن حسبنا أن نقول فيها إنها نقلت الإنسان من الآخرة إلى الدنيا، وكفى بهذا تصويرا لمقدار ما تنطوي عليه من الآثار الاجتماعية الكبرى.
إن هذا الأثر الاجتماعي الكبير هو الذي تتبلور عنده جهود أستاذنا الكبير باعتباره عالما بيولوجيا أدرك إدراكا تاما ما يمكن أن تنتهي إليه نشر الفكرة البيولوجية في أنحاء الشرق. وهنا نتساءل مرة أخرى: أليس هذا وحده بكاف لأن يجعل أستاذنا خالدا؟ (2-6) النتيجة
وبعد، فهذه هي الآثار التي ترتبت على اشتغال الدكتور صروف بعلوم الحياة، وإني ليحزنني أن أكون اليوم راويها، يحزنني أن نفقد ذلك النجم الساطع في ليل أليل وفي عصر نحن أحوج إليه فيه مما كنا إلى أمثاله في كل عصور التاريخ.
ومهما يكن من أمر هذه الصورة التي صورت بها ذلك الجهد الكبير الذي بذله الدكتور العظيم، فإني لأعتقد اعتقادا لا يوهنه الشك بأن المستقبل كفيل بأن تتضاءل هذه الصورة أمام أهله إذا ما اكتملت في العقول كفاءة القياس التاريخي، وأدركوا أن اسم صروف ينزل من تاريخ الشرق منزلة الحركات الفاصلة في تاريخ الفكر الإنساني.
فلسفة الانقلاب التركي الحديث
अज्ञात पृष्ठ