मुअल्लक़ात अशार
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
शैलियों
مطاردة المنذر له وخبر موته
ثم إن المنذر حارب امرأ القيس، وألب العرب عليه، وأمده أنوشروان بجيش من الأساورة، فسرحهم في طلبه، فانفضت جموعه فنجا مع عصبة من بني آكل المرار، حتى نزل بالحارث بن شهاب من بني يربوع بن حنظلة ومعه أدرعه الخمس، وهي الفضفاضة والضيافة والمحصنة والخريق وأم الذيول، وكانت هذه الأدرع يتوارثها بنو آكل المرار ملكا عن ملك، فلما بلغ المنذر أن امرأ القيس استقر عند الحارث المذكور، بعث إليه يتهدده إن لم يسلم إليه بني آكل المرار فسلمهم إليه، ونجا امرؤ القيس بما قدر على أخذه معه من المال والسلاح والأدرع المذكورة، فلجأ إلى السموأل بن عادياء الغساني ثم اليهودي مذهبا، وكان معه فزاري يدعى الربيع، فقال له: امدح السموأل فإن الشعر يعجبه. فنزل به وأنشده مديحه فيه، فأكرم مثواه، وترك عنده ابنته هند، وكتب له كتابا إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وأمره أن يوصله إلى قيصر ففعل، ولما وصل إلى قيصر قبله وأكرمه وأمده بجيش كثيف، وفيهم جماعة من أبناء الملوك، وكان رجل يقال له الطماح من بني أسد واجدا على امرئ القيس؛ لأنه قتل أخاه فيمن قتل، فاندس إلى قيصر وقال له: إن امرأ القيس عاهر، وإنه لما انصرف عنك ذكر أن ابنتك عشقته، وأنه كان يواصلها، وهو قائل في ذلك شعرا يشهرها به في العرب ويفضحها. فبعث إليه حينئذ بحلة منسوجة بالذهب، وأودعها سما قاتلا، وكتب إليه: «إني أرسلت إليك حلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك، فإذا وصلت إليك فالبسها باليمن والبركة، واكتب إلي بخبرك من منزل منزل.» فلما وصلت إليه لبسها واشتد سروره بها، فأسرع فيه السم وسقط جلده؛ فلذلك سمي «ذا القروح»، وعلم أن الطماح هو سبب ذلك، فقال سينيته التي منها:
لقد طمح الطماح من بعد أرضه
ليلبسني من دائه ما تلبسا
ومنها:
وبدلت قرحا داميا بعد صحة
لعل منايانا تحولن أبؤسا
فلما وصل إلى بلدة من بلاد الروم يقال لها أنقرة، احتضر بها وقال: «رب طعنة مثعنجره، وخطبة مسحنفره، تبقى غدا بأنقره.» ويروى في هذه الكلمات غير ذلك. وقال ابن الكلبي: هذا آخر شيء تكلم به ثم مات، قيل: رأى قبر امرأة ماتت هناك وهي غريبة، فدفنت في سفح جبل يقال له: عسيب، فسأل عنها وأخبر بقصتها فقال:
أجارتنا إن المزار قريب
وإني مقيم ما أقام عسيب
अज्ञात पृष्ठ