كمسار من السير ومقامه ومنه مريم ومدين وقياسهما مرام ومدان فإن قلت فإن هذين اسمان أعجميان وليسا عربيين فمن أين أوجبت فهما ما هو للعربي قيل هذا موضع يتساوى فيه القبيلان جميعًا ألا ترى أنهم حملوا موسى على أنه مفعل حملًا على العربي كما حملوا الموسى الحديد على ذلك فلم يخالفوا بينهما وحكموا أيضًا في نحو إبراهيم وإسماعيل أن همزتيهما أصلان حملًا على أحكام العرب من حيث كانت الزيادة لا تلحق أوائل بنات الأربعة إلا في الأسماء الجارية على أفعالها نحو مدحرج ومسرهف ولم يفصلوا بين القبيلين بل تلاقيا فيه عندهم وكذلك حكموا أيضًا بزيادة الألف والياء في إبراهيم وإسماعيل حملًا على أحكام العربي من حيث كان هذا عملًا في الأصول لكنهم إنما يفرقون بينهما في تجويزهم الاشتقاق من العربي ومنعهم إياهم في الأعجمي المعرفة ويفصلون أيضًا بين العربي والعجمي في الصرف وتركه نعم ويعتدون أيضًا بالعجمة مع العلمية خاصة فأما الأصول من الحروف والصحة والاعلال فإنهم لا يفرقون بينهما ألا تراهم إذا خالف لفظ الحرف الأعجمي الحروف العربية جذبوه إلى أقرب الحروف من حروفهم التي تليه وتقرب من مخرجه فلذلك قالوا في أأشوب أأشوف وقالوا في روز
1 / 57