183

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

प्रकाशक

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

प्रकाशक स्थान

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

शैलियों

الشبهة التاسعة
قالوا: «الفتح كان في رمضان لثمان سنين من قدوم النبي ﵌ المدينة، ومعاوية مقيم على شركه، هارب من النبي ﵌؛ لأنه كان قد أهدر دمه، فهرب إلى مكة، فلما لم يجد له مأوى صار إلى النبي ﵌ مضطرًا، فأظهر الإسلام، وكان إسلامه قبل موت النبي ﵌ بخمسة أشهر، وطرح نفسه على العباس، فسأل فيه رسول الله ﵌ فعفا، ثم شفع إليه أن يشرِّفه ويضيفه إلى جملة الكُتَّاب، فأجابه وجعله واحدًا من أربعة عشرة، فكم كان حظه من هذه المدة لو سلّمنا أنه كاتب الوحي حتى استحق أن يوصف بذلك دون غيره؟».
الجواب:
وأما قولهم: «إن الفتح كان في رمضان لثمان من مقدم النبي ﵌ المدينة»، فهذا صحيح.
وأما قولهم: «إن معاوية كان مقيمًا على شِرْكِهِ هاربًا من النبي ﵌؛ لأنه كان قد أهدر دمه، فهرب إلى مكة، فلما لم يجد له مأوى صار إلى النبي ﵌ مضطرًا فأظهر الإسلام، وكان إسلامه قبل موت النبي ﵌ بخمسة أشهر».
فهذا من أظهر الكذب؛ فإن معاوية أسلم عام الفتح باتفاق الناس، وقد تقدّم قول الشيعة: «إنه من المؤلفة قلوبهم»، والمؤلفة قلوبهم أعطاها النبي ﵌ عام حُنَين من غنائم هَوَازن، وكان معاوية ﵁ ممن أعطاه منها، والنبي ﵌ كان يتألّف السادة المُطاعين في عشائرهم، فإن كان معاوية هاربًا لم يكن من المؤلفة قلوبهم، ولو لم يسلم إلا قبل موت النبي ﵌ لم يعطَ شيئًا من غنائم حنين.
ومن كانت غايته أن يُؤَمَّن لم يحتج إلى تأليف.

1 / 197