मुअस्सिस मिस्र हदीथा
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
शैलियों
وثمت مشروع آخر صحت عزيمته على تنفيذه وهو تحسين ميناء «سودا» لتكون صالحة من ناحية لتخزين التجارة الواردة من سوريا ولتكون قاعدة للأسطول المصري.
5
وفي سنة 1833م شخص الباشا بنفسه لزيارة كريت، وقد ذهب في صحبته الكولونيل كامبل إجابة لدعوة الباشا. ومن هناك أرسل الكولونيل إلى إنجلترا عدة ملاحظات مهمة عن شئون الجزيرة وطريقة إدارتها، فقد بين أن الجزيرة في إبان الفترة التي كانت خاضعة فيها لحكم السلطان تولى أمرها من قبله ثلاثة باشوات أساءوا الحكم فيها واستبدلوا جميعا على عجل، وكانوا جميعا سواء في ظلم الرعية واضطهادها، وليس من شك في أن الحامية التركية المعسكرة في الجزيرة كادت تطرد إبان الحرب اليونانية لولا مساعدة الجيوش المصرية لها، فلما انتقل أمر الجزيرة إلى الباشا ولي عليها مصطفى باشا، وهو رجل كان يخشى الترك بأسه بقدر ما كان السكان الأروام يعظمونه ويجلونه.
وقام الباشا المذكور بإنشاء المجلسين المختلطين الموعودين، كما أنشأ محكمتين ابتدائيتين إحداهما في «صفكيا»، وكان أعضاؤها جميعا يونانيين؛ إذ لم يكن هناك أثر للجنس التركي في تلك الجهة. وقدمت الحكومة إلى الفلاحين البؤساء ما أرادوه من القروض والمواشي ليستعينوا به على زراعة أراضيهم من جديد، وصدر منشور للأروام الذين نزحوا عن ديارهم بدعوتهم إلى العودة إلى بلادهم واستعادة أراضيهم، بشرط أن يدفعوا لأصحابها الحاليين نفس الثمن الذي ابتاع به هؤلاء الأراضي المذكورة، وقد لبى الكثيرون نداء الباشا وعادوا إلى ديارهم واستوطنوا فيها باعتبارهم كتابيين يعيشون في ظل الباشا وحكومته،
6
ويدفعون الجزية لها.
على أنه برغم هذه الإدارة المعتدلة قد نشأت المتاعب ووجد مجال للتذمر؛ فمن ذلك أن كثيرا من اللاجئين اليونانيين أبوا العودة إلى الجزيرة إلا بجوازات يونانية باعتبارهم رعايا يونانيين، كما أن بعضهم دخل الجزيرة بطريقة سرية مجهولة بقصد إثارة القلاقل من جديد، ثم إن اللاجئين من سكان كنديا شرعوا ينشرون صحيفة اسمها «مينرفا» تنطق بلسانهم، وقد وقفوها على إثارة السخط وإشعال نار الأحقاد والفتن في الجزيرة،
7
وقد أصر الباشا على ألا يسمح للاجئين بالعودة إلى الجزيرة إلا باعتبارهم كتابيين يدفعون الجزية قائلا إنه لو سلك غير ذلك المسلك لأثار سخط المسيحيين الباقين في الجزيرة وعددهم 60 ألفا، والذين لم يخطر لهم على بال أن يطالبوا بتغيير مركزهم أو أن يعاملوا إلا باعتبارهم رعايا عثمانيين.
8
अज्ञात पृष्ठ