124

मुअस्सिस मिस्र हदीथा

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

शैलियों

107

وفي اليوم التالي علم هودجز من قنصل روسيا العام أن محمد علي قد أكد لوكيل شركة الهند أنه طالما يبقى على عرش مصر فإن البريد سوف يكون في أمن تام.

108

وهنا ثارت ثائرة القنصل العام وتغلب الغضب على حواسه، فأرسل إلى رؤسائه شكوى مرة من مدير البريد ووكيل الشركة قال فيها: «أصبحت المسألة منحصرة فيما إذا كان يحق لمحمد علي أن يجعل أحد الموظفين الساخطين يمشي مشية الجواد البطيء ليسخر من معتمد جلالة الملكة، وأن يقلل من اعتباره ليوجد في مكانه سلطة إنجليزية مجهولة.» وبالاختصار: هل يحق لمحمد علي أن يحول معتمد جلالتها إلى كمية سياسية مهملة؟ ثم استطرد فقال: «إنه لم يتوقع إلا العداء والخذلان من كافة الأفراد الإنجليز هنا، ولكنه كان يؤمل على الأقل أن يلقى شيئا من العطف من جانب الأشخاص الذين يشغلون مناصب عمومية على الأقل.»

109

وفي الحق أبدى بالمرستون عطفه عليه إلى حد أنه شكا إلى رئيس لجنة المراقبة ضد وكيل الشركة، ولكن الرئيس أخبره بصراحة «أن الشكوى إذا بعثت إلى رئيس الشركة فلسوف يعلم بها البلاط، ومن ثم ينكشف أمرها وتصبح معلومة عند الجمهور.»

110

أما من ناحية محمد علي فإنه قد أوفى بعهده، فعلى الرغم من سحب القنصل الجنرال وبالرغم مما وقع في سوريا من أعمال العدوان، وما كان ينتظر أن يحدث من القلاقل في مصر؛ فإنه لم يكتف بالسماح بمرور البريد، بل وضع إجراءات خاصة لحماية المسافرين عن طريق السويس،

111

وكثيرا ما كان يقول إن الحرب ليست بينه وبين الشعب الإنجليزي، بل بينه وبين بالمرستون.

अज्ञात पृष्ठ