मुअस्सिस मिस्र हदीथा
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
शैलियों
ومن المدهش أن سفيرنا الحاد الشم لم يحس شيئا يدعو إلى الاستغراب في مبادرة السفير الروسي إلى توقيع المذكرة المشتركة ما دامت الغاية المزعومة التي يرمي إليها هي المحافظة على الحالة الخطيرة القديمة ليتمكن من تحقيق المآرب الروسية.
كان أول ما استقر عليه الرأي هو غل يد الباشا عن العمل، بينما كانت أوروبا منهمكة في بحث الحالة من جميع نواحيها. وقد اتفق رأي فرنسا وإنجلترا في هذه المسألة، حتى إن القنصل الفرنسي حذر محمد علي بأن العمارتين الفرنسية والإنجليزية قد تستخدمان سويا في تنفيذ إجراءات الضغط. ولقد كتب بالمرستون إلى كامبل يقول: «وينبغي أن يفهم الباشا جيد الفهم بأنه ليس في مركز - لا من الوجهة الجغرافية ولا من السياسية، بل ولا من حيث الاعتبارات الحربية أو البحرية - يمكن أن يستطيع معه أن يتحدى بلا حساب أو عقاب حكومات أوروبا عامة والدول البحرية خاصة.»
ولقد كان مما استرعى الأنظار حقا أن قررت وزارة الخارجية استدعاء الكولونيل كامبل في تلك الظروف، وكان قد ظل في منصبه في مصر منذ سنة 1833م فأتيح له في خلال وجوده في القاهرة أن يشهد سياسة الباشا عن كثب وتطوراتها في الداخل والخارج، هذا إلى أنه زار كافة أنحاء القطر المصري كما زار سوريا وكريت. وفي الحق أن كامبل لم يكن أحد المعجبين بالباشا إعجابا أعمى، بل بالعكس لقد انتقد سياسته في مناسبات مختلفة وانتقدها بشدة، ولكن أخلاقه المرضية تضاف إليها لهجته الجذابة في المخاطبة وما يتبعه وجوده من الهيبة، هذا إلى أصالة رأيه وحكمه على الأمور حكما صحيحا؛ كل هذه المزايا والصفات أكسبته حظوة ونفوذا كبيرا لدى محمد علي الذي أنزله منزلة الصديق الحميم، ولكن كامبل قد غفل عن مصلحته؛ لأنه حاول صد التيار السياسي في الوقت الذي كان يشتد فيه ضد الباشا. خذ مثلا على ذلك أنه سعى لتخليص بونسيني من الأوهام والخزعبلات التي كانت تشغل فكره عن علاقة روسيا بمحمد علي، كما أنه عمل على أن يبين لولاة الأمور بصراحة سابقة لأوانها أن اليهود والمسيحيين سوف يصيبهم المكروه فيما لو أعيدوا إلى حكم السلطان مباشرة،
74
ولم ينس له رؤساؤه اجتراءه على القول بأن الإمبراطورية العثمانية يمكن أن يعود إليها سابق تقدمها ويسرها فيما لو أبعد خسرو عن منصبه، ودعي محمد علي إلى التعاون في عملية الإصلاح.
75
وكان مما لا يمكن أن تطيقه النفس في عين الرؤساء الرسميين أن يلح كامبل بصفته الرجل الذي خبر شعب مصر وشعب سوريا وشهد بعينه مبلغ ما عمل من الأعمال النافعة الصالحة باختلاف رأيه عن الرأي الرسمي السائد وقتذاك بأن إصلاحات محمد علي لم تكن إلا إصلاحات جوفاء عارية، وكم كان استغراب أولئك الرؤساء؛ لأن كامبل لم تستول عليه الدهشة عند سماعه بطلب محمد علي أيضا على إبعاد خسرو عن كرسي الحكم وهي دهشة تشبه ما كان يصيبه لو أن لورد أو كانت طلب في ساعة غضب إبعاد لورد بالمرستون من وزارة الخارجية،
76
وفي شهر سبتمبر أبلغ بإيجاز أن بالمرستون ينوي أن يشير باستدعائه،
77
अज्ञात पृष्ठ