मुआल्लाफ़ात इब्न रुश्द
مؤلفات ابن رشد
शैलियों
Renan, Averroès ، ص437-447)
عن مخطوط دار الكتب الأهلية في باريس رقم 2156، ق7 ...
1
الحركات فكمدت سوق السعايات، وضرب عن كل طالب ومطلوب، والأعداء كانوا لا يسأمون من الانتظار، ويرقبون أوقات الضرار، فلما كان التلوم من المنصور بمدينة قرطبة، وامتد بها أمد الإقامة، وانبسط الناس لمجالس المذاكرة؛ تجددت للطالبين آمالهم، وقوي تألبهم واسترسالهم، فأدلوا بتلك الألقيات، وأوضحوا ما ارتقبوا فيه من شنيع السوات الماحية لأبي الوليد كثيرا من الحسنات، فقرئت بالمجلس وتدوولت أغراضها ومعانيها ومبانيها، فخرجت بما دلت عليه أسوأ مخرج.
وربما ذيلها مكر الطالبين، فلم يمكن عند اجتماع الملأ إلا المدافعة عن شريعة الإسلام، ثم آثر الخليفة فضيلة الإبقاء، وأغمد السيف التماس جميل الجزاء، وأمر طلبة مجلسه وفقهاء دولته بالحضور بجامع المسلمين وتعريف الملأ بأنه مرق من الدين، وأنه استوجب لعنة الضالين، وأضيف إليه القاضي أبو عبد الله بن إبراهيم الأصولي في هذا الازدحام.
ولف معه في حريق هذا الملام لأشياء أيضا نقمت عليه في مجالس المذاكرة، وفي كلامه مع توالي الأيام، فأحضرا بالمسجد الجامع الأعظم بقرطبة، وتكلم القاضي أبو عبد الله بن مروان فأحسن، وذكر ما معناه أن الأشياء لا بد في كثير منها أن تكون لها جهة نافعة وجهة ضارة كالنار وغيرها، فمتى غلب النافع على الضار عمل بحسبه، ومتى كان الأمر بالضد فبالضد.
فابتدر الكلام الخطيب أبو علي بن حجاج، وعرف الناس بما أمر به من أنهم مرقوا من الدين، وخالفوا عقائد المؤمنين، فنالهم ما شاء الله من الجفاء، وتفرقوا على حكم من يعلم السر وأخفى، ثم أمر أبو الوليد بسكنى اليسانة لقول من قال: إنه ينسب في بني إسرائيل، وإنه لا يعرف له نسبة في قبائل الأندلس
2
وعلى ما جرى عليهم من الخطب، فما للملوك أن يأخذوا إلا بما ظهر، فإليهما تنتهي البراعة في جميع المعارف وكثير ممن انتفع بتدريسهم وتعليمهم وليس في زمانهما من بكمالهما ولا من نسج على منوالهما.
وتفرق تلاميذ أبي الوليد أيدي سبا، ويذكر أن من أسباب نكبته هذه اختصاصه بأبي يحيى أخي المنصور ولي قرطبة، وأخبر عنه أبو الحسن بن قطرال أنه قال: أعظم ما طرأ علي في النكبة أني دخلت أنا وولدي عبد الله مسجدا بقرطبة، وقد حانت صلاة العصر، فثار لنا بعض سفلة العامة فأخرجونا منه، وكتب عن المنصور في هذه القضية كاتبه أبو عبد الله بن عياش كتابا إلى مراكش وغيرها يقول فيما يخص حالهما منه: «وقد كان في سالف الدهر قوم خاضوا في بحور الأوهام، وأقر لهم عوامهم بشغوف عليهم في الأفهام حيث لا داعي يدعو إلا الحي القيوم، ولا حاكم يفصل بين المشكوك فيه والمعلوم، فخلدوا في العالم صحفا ما لها من خلاق مسودة المعاني والأوراق، بعدها من الشريعة بعد المشرقين ومبانيها تباين الثقلين، يوهمون أن العقل ميزانها والحق برهانها، وهم يتشعبون في القضية الواحدة فرقا، ويسيرون فيها شواكل وطرقا.
अज्ञात पृष्ठ