261

Modern Islamic Thought and its Relation to Western Colonialism

الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي

प्रकाशक

مكتبة وهبه

संस्करण

العاشرة

शैलियों

إن المادة توجد قبل أن يوجد العقل. بل يدعي أيضا أن المادة أكثر أهمية وأكثر اعتبارا من العقل، إن العقل متوقف على المادة في وجوده ولا يمكن أن يوجد منفصلا عنها، ونتيجة ذلك: أن "ماركس" لا ينكر فقط أن يبقى العقل "أو الروح" بعد الجسم، بل يرفض الفكرة الأساسية في الدين، وهي الإيمان بالله، كموجود أزلي مستقل تماما، ومتجرد تماما عن المادة.
وكحقيقة واضحة في الماركسية: كل دين بالنسبة لماركس -من حيث المبدأ- لعنة.. وماركس يحدثنا أن "كل دين مخدر للشعب".
وتبعية العقل "للمادة" في الوجود، يصورها "ماركس" في صورة أن العقل انعكاس للمادة، وليس كما يصرح "هيجل" بأن المادة انعكاس للعقل. وهذا يعني أن العقل نوع من المرآة العاكسة للعالم المادي، وهذا التصور الماركسي للحقيقة المادية على أنها الأصل، يشمل في عموم منطق الماركسية كل الأحداث الطبيعية وما يحيط بها، ولكن في التطبيق لهذا المنطق الماركسي الأولي تعتبر المنظمات والأحداث الاقتصادية -من وجهات نظر متعددة- هي القوة المادية الرئيسية أيضا. أما الأحداث السياسية والاجتماعية، والأخلاقية فهي انعكاس للأحداث الاقتصادية الراهنة، و"ماركس" و"إنجلز" إن وجدا مغزى التاريخ في أحداث الحياة الاجتماعية بصفة عامة، لكنهما ينظران إلى الجانب الاقتصادي بالذات من بين أحداث هذه الحياة. والأحوال الاقتصادية تبعا لتقديرهما، هي العوامل المحددة في كل الحالات الاجتماعية وهي التي تكون البواعث النهائية لكل الأعمال الإنسانية في تاريخ الجماعة البشرية.
وتغير الأحوال الاقتصادية وتطورها يؤثر وحده بذلك على حياة الدولة، وعلى سياستها، وكذلك على العلم، والدين، وهكذا: كل الإنتاج الثقافي والذهني فرع عن الحياة الاقتصادية، وكل التاريخ لهذا يجب أن يكون تاريخ اقتصاد.
و"إنجلز" Engles١ على الخصوص يعبر عن هذا المعنى تعبيرا واضحا، فيذكر أن الإنتاج الاقتصادي في كل فترة من فترات التاريخ

١ عاش بين سنتي ١٨٢٠-١٨٩٥:وهو Freedrich Engels فيلسوف وعالم اجتماع، وزميل لماركس، والمخرج للجزأين: الثاني والثالث من كتاب "رأس المال" من تأليفه وتأليف "ماركس".

1 / 280