أما في بقية المنطقة المركزية الحالية (CBD) Central Business
، أو كما يقول الأمريكان:
Down Town
أي قاهرة أواسط القرن التاسع عشر إلى أواسط القرن الحالي، فالمطلب الأساسي هو تجميل الشوارع، وإعادة تظليلها بالأشجار؛ لكي يتمكن الناس من الحركة على الأقدام بين المحال التجارية حتى في أيام الصيف الحار. هناك فرق بين الاستخدام الشائع الآن «الوجه الحضاري» وبين التجميل الشامل المتناسق لشارع أو ميدان أو منطقة، وهو ما يعرف باسم
Landscaping
بمعنى التنسيق والتناسق، وله خبراؤه ونظرياته وتطبيقاته، بما في ذلك الأخذ بعين الاعتبار لمسلك طرق النقل العامة والخاصة، وربما هذا ما نفتقده في استعادة ما كان عليه الحال في وسط البلد أو قريبا منه حفاظا على العراقة. الحدائق شيء هام افتقدناه بتقطيع أوصال حديقة الأزبكية وإزالة حديقة ميدان رمسيس. ميدان التحرير الآن كتلة من الأسفلت شديدة الازعاج مفتقرة إلى الجمال ويمكن لمهندسي اللاندسكيب ترويضها بأنواع معينة من الأشجار ذات الألوان وارفة الظلال وأحواض الزهور ومتسعات الحشائش والجازون. ومع بعض النافورات ذات التماثيل المستمدة من أساطير التراث المصري العريق أو الشخصيات المحورية في حياة مصر قديما وحديثا سوف يتحول ميدان التحرير إلى درة جمالية بين أبنية متعددة الطابع المعماري: المتحف المصري روماني العمارة، والمجمع ومجموعة الفنادق حديثة الطابع وقصر الخارجية القديم ذو الطابع الأوروبي للقرن الماضي، بينما تمثل أبنية جامعة الدول العربية والجامعة الأمريكية الطراز المعماري الشرقي، وقوس من العمارات المتناسقة معماريا ترجع إلى أوائل القرن. ويمكن أن تمتد عمليات التجميل إلى ميدان الأزهار وباب اللوق وميدان قصر عابدين أكبر قصور مصر وربما أروعها، بحيث تكون النتيجة طريق أخضر «بروميناد
» يصبح ممشى جميل من عابدين إلى التحرير.
وعلى هذا النحو يمكن أن يعمل مهندسو الجمال في شوارع رئيسية كالقصر العيني ونوبار وشريف وعماد الدين/محمد فريد وسليمان باشا/طلعت حرب و26 يوليو، وميادين باب الخلق والسيدة زينب والسيدة عائشة وابن طولون وميدان القلعة وشوارع محمد علي والجيش والأزهر وعبد العزيز. ميدان العتبة الخضراء كان من أجمل الميادين وتقلب عليه الزمن كثيرا بين الإهمال والتخضير والهدم والبستنة. ونأمل تخضير هذا الميدان وتشجيره مرة أخرى بعد انتهاء أعمال النفق - وربما رفع كوبري الأزهر العلوي؛ لكي يشكل مع ما تبقى من حديقة الأزبكية وميدان الأوبرا رئة خضراء واسعة في خضم حركة وسط المدينة بضوضائها وتلوث جوها.
6
توسيع الشوارع ليست عملية مستحيلة، وما صنعته محافظة القاهرة في عدد من الشوارع القديمة أمر مشكور يحتذى. والمثال الحي هو تحويل شارع السد عند مسجد السيدة زينب من شارع ضيق فأصبح شريانا واسعا يستكمل شارع الخليج إلى فم الخليج. وكذلك تتم عمليات التوسيع المستمرة في قطاعات من شارع الخليج من السياح إلى غمرة وميدان باب الشعرية الذي يحتاج إلى تحسين وتجميل وتشجير كثير.
अज्ञात पृष्ठ