155

मिस्र

مصر: نسيج الناس والمكان والزمان

शैलियों

ملحق الصور . (2) السدود الكبرى: نهاية مرحلة فكرية

المقصود من السدود الكبرى تلك التي ترتفع مناسيب الخزن في بحيرات التخزين أمامها عن 15 مترا فوق منسوب النهر الطبيعي، أو تلك التي تخزن جسما من الماء في حدود خمسة ملايين متر مكعب أو يزيد. الفكر وراء إقامة سد هو فكر قديم ومتعدد المقاصد، ويبدأ بسدود طينية على المجاري النهرية الصغيرة والقنوات الضحلة من أجل صيد الأسماك فيما يشبه المحبس راكد المياه. وهي ممارسة ما زالت قائمة إلى اليوم. ولا شك أن إقامة سدود أكبر على بعض المجاري النهرية قد راودت أفكار الناس من أصحاب الحضارات العليا القديمة، في المناطق التي بدأ المناخ فيها في التحول إلى الجفاف. وينطبق هذا تماما على مهاد الحضارة في الشرق الأوسط وبخاصة في مصر والعراق، لكن ذلك ليس له إلا ما ندر من شواهد وآثار باقية. (2-1) هل لمصر السبق في القناطر والسدود الكبرى

والأغلب أن إنشاء محمد علي القناطر الخيرية وتشغيلها في أول الستينيات من القرن 19 كانت أولى الإنشاءات الهندسية الكبرى الدائمة على الأنهار الكبرى، من أجل الموازنة بين المياه والري الدائم لزراعة محاصيل تجارية وصناعية وغذائية - القطن والذرة بوجه خاص.

أما السدود الكبيرة الحديثة فعمرها الآن قرن من الزمان، والأغلب أن سد أسوان 1902 كان أقدم السود الكبرى الحديثة في العالم. وأقيمت له تعليتان في 1913 و1933 من أجل ضمان محصول القطن المصري فائق الجودة لمصلحة مصانع لانكشاير البريطانية، وأصبح القطن ملكا دون منازع على الاقتصاد المصري لنحو قرن من الزمان قبل وبعد سد أسوان.

وقد كان الغرض الأولي لبناء السدود على الأنهار هو ري مساحات أوسع، أو ضمان مياه تفي بأغراض الزراعة لإنتاج المزيد من الغذاء للسكان المتزايدين، وإنتاج محاصيل تستخدم خامات صناعية كنباتات الألياف وعلى رأسها القطن. ثم أضيف إلى وظيفة السدود توليد الطاقة الكهربائية الرخيصة والنظيفة معا. وما زالت هاتان هما الوظيفتان الأساسيتان للسدود الكبرى والصغرى معا أو منفردين.

وبعد أسوان توالت السدود الكبرى في أرجاء العالم، منها سد الدنيبر في الاتحاد السوفييتي 1932 الذي كان في وقته أكبر مولد طاقة في العالم، ومشروع وادي التنيسي

TVA

في الولايات المتحدة عام 1933، والذي احتوى على 38 سدا كبيرا، ثم سد هوفر عام 1936 على نهر كولورادو في جنوب غرب الولايات المتحدة، والذي وصف بأنه السد الأضخم، وتلاه جراند كولي على أعالي نفس النهر. توقف بناء السدود الكبرى خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ثم بدأت في الصين الشعبية بمجموعة من السدود على النهر الأصفر وأنهار الصين الأخرى ابتداء من 1949 وإلى الآن، حيث العمل جار في سد الخوانق الثلاثة

Three Gorges Dam

على نهر اليانجتسي، وهو مشروع هائل بكل المعنى. وفي الستينيات بنت مصر السد العالي بعد قليل من السدود الكبرى الأخرى في أفريقيا، منها سد كاريبا في زامبيا (1957)، والفولتا في غانا (1965)، وكابورا باسا في موزمبيق (الثمانينيات)، وكذلك في البرازيل والأرجنتين مجموعة كبيرة من السدود، وفي الهند أقيمت عدة سدود لكن أكبرها على نهر نارمادا الذي وضع الزعيم نهرو حجر أساسه عام 1961، لكنه ما زال متعثرا نتيجة الاعتراضات الكثيرة الشعبية والبيئية والدولية .

अज्ञात पृष्ठ