وبعد مضي زمن طويل قال الأمير للأميرة: «كتب لي الموت إما بيد تمساح أو ثعبان أو كلب .» - «إذن، لماذا تحفظ بجانبك هذا الكلب؟ دعنا نقتله!» - «كلا؛ لن أقتل كلبي الأمين، الذي نشأ عندي منذ كان جروا صغيرا.»
وامتلك قلب الأميرة الخوف على حياة زوجها، فما كان يبعد عن عينها لحظة.
وبعد أعوام رجع الأمير وزوجته وكلبه إلى مصر؛ حيث أقام الجميع في سعادة واطمئنان.
وفي ذات مساء، استولى نوم عميق على الأمير، وملأت الأميرة إناء لبنا، ووضعته بجانبه، ثم جلست ترقبه بعينيها الساهرتين، فرأت حية عظيمة تزحف نحو الأمير، فأمرت الخدم أن يقدموا لها اللبن، فأقبلت عليه تشرب منه حتى لم تستطع حراكا.
وهنا قتلت الأميرة الحية بعدة طعنات من خنجرها.
ثم إنها أيقظت زوجها، الذي كانت دهشته عظيمة عندما رأى الحية الميتة بجانبه. وقالت زوجته: «لقد نجاك الرب من الخطر الأول، وسينجيك من الآخرين.»
هنالك قدم الأمير للآلهة تضحية، وشكرها من أعماق قلبه.
وفي يوم من الأيام ذهب الأمير للتمشي في أملاكه يتبعه كلبه كالمعتاد، وفي أثناء سيرهما جرى الكلب في جهة معينة لغرض خفي عن الأمير، ولكنه تبعه في الحال حتى اقتربا من النيل، وسار الكلب ناحية الشاطئ والأمير خلفه، وهنا ظهر للأمير تمساح عظيم أمسك بالأمير، وقال: «أنا مقدورك؛ أتبعك حيثما سرت.»
وهنا تنتهي القصة بلا نهاية، ولم توجد بعد بقية لفات البردي، ونحن تبعا لذلك لا نعرف ما حدث للأمير، وأظن أنه نجا من التمساح بمساعدة الكلب، ثم إنه مات بواسطة الكلب الأمين الذي يحبه ويخلص له.
وعلى كل حال، فنهاية القصة كانت حتما بموت الأمير؛ لأن المصريين كانوا راسخي الإيمان بالقدر، وبأنه لا يمكن لإنسان أن يحول إرادته عما ينوي فعله بالإنسان. ولربما يعثر بعض المستكشفين الذين يجوبون أرض مصر بحثا عن آثارها، بأوراق البردي الباقية، وسنعرف وقتئذ ما إذا كان الكلب هو الذي قتل الأمير، أو أن الآلهة نجته من الأخطار الثلاثة كما أملت بذلك زوجته.
अज्ञात पृष्ठ