मिस्र मिन नासिर इला हरब
مصر من ناصر إلى حرب
शैलियों
ليس هناك أي شيء مخالف لسياق الأمور في زيارة الجنرال جونين إلى المواقع الإسرائيلية في سيناء، والمصريون لم يلحظوا أية تغييرات في توزيع القوات الإسرائيلية هناك بعد هذه الزيارة. والإسرائيليون كانوا على استعداد، لو افترضنا أنهم عرفوا بهجوم مصري متوقع، للتضحية بمقاتليهم على خط بارليف من أجل التوصل إلى «أهداف سياسية عليا». وبالمناسبة، فقد تبين لسبب ما، أن عددهم هناك كان قليلا للغاية؛ فقد تركزت القوات المسلحة الإسرائيلية في الشمال مستهدفة اجتياح السوريين على حدة، ما دامت مصر، بحسب توقعاتهم، لا نية لديها لمساعدتهم.
ص27:
اعتراف صيغ على نحو بليغ يفيد أن إسرائيل كانت، على أقل تقدير، على علم بالاستعدادات الواضحة للقوات المسلحة المصرية على الأرض. وقد وصف هيكل سلوك الإسرائيليين بأنه سلوك «غريب»، لم يكن هناك شيء «غريب»، إذا ما افترضنا أن الإسرائيليين لم يريدوا ما كان ظاهرا للعيان، بما أن كل شيء كان يسير حتى الآن وفقا لخطة معدة سلفا. باختصار، لا ينبغي أن نعتبر أن الإسرائيليين هم أناس حمقى، بينما المصريون إلى هذا الحد من العبقرية والدهاء.
ص28:
مرة أخرى يعود هيكل ليفسر على نحو ساذج سلوك الإسرائيليين الذين «ألغوا التعبئة دفعة واحدة، ثم أولوا اهتماما أقل بما يجري من تطورات على الجانب الآخر من القناة.» هذا «التفسير» السطحي يمكن أن يكون مناسبا للقراء قليلي الخبرة في العالم العربي، الذين يطالعون مقالات هيكل. هؤلاء الذين غرقوا في موجة «تحيا الوطنية».
إن الحقائق تقول إن إسرائيل لم توقف نشاطها الاستخباراتي في مصر مطلقا، وقد تحدث هيكل بنفسه عن ذلك مرارا.
ص28:
لم يكن ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط في الثاني من أكتوبر عام 1973م بشان أن الجيشين الثاني والثالث قد وضعا في حالة تأهب من قبيل «الصدفة» بطبيعة الحال، ولم يكن من الممكن ألا تلاحظ إسرائيل هذا الخبر. فإذا كانت إسرائيل لم تتخذ أية إجراءات حيال هذا الخبر، فإن ذلك يعني أن ذلك كان قرارا واعيا من جانب القيادة الإسرائيلية.
ص29:
من المثير للانتباه هذه التفاصيل التي أوردها هيكل بشأن البرنامج المعد مسبقا لتهيئة الرأي العام لبدء العمليات العسكرية بمبادرة من مصر؛ إذ تم إعداد الأمر بحيث يتم التذرع بأن إسرائيل هي التي بادرت بالقيام بعمليات عسكرية!
अज्ञात पृष्ठ