मिस्र मिन नासिर इला हरब
مصر من ناصر إلى حرب
शैलियों
لا أظن أنه كانت هناك ضرورة لوصف خطة العملية «بدر» بأنها كانت «ممتازة». لقد اتضح أنها كانت خاطئة فيما يتعلق بنتائجها النهائية؛ فهي لم تستشرف الأمر الجوهري وهو التحركات العسكرية في حالة النجاح، بمعنى تطوير هذا النجاح. ولهذا، باختصار، فمهما كانت جودة خطة اقتحام القناة، ينبغي الاعتراف بأنها كانت تضع بالتالي في اعتبارها الفشل والتعرض لخسائر فادحة؛ أي تحقيق الحد الأدنى من النتائج. إذن ما الذي حدا بهيكل أن يصف هذه الخطة بأنها «ممتازة»؟
ص209:
يدير الكاتب حديثه المتعلق، على سبيل المثال، بالتعليمات التي تلقاها السفير السوفييتي من موسكو بتعسف تام. ومن هنا أكاذيبه المتكررة، وخاصة أننا نجد هنا تلفيقا عن وعي لتلك الحكاية التي عرضها السادات بعد العمليات العسكرية.
إن موسكو لم تقدم أية مقترحات في السادس من أكتوبر تتعلق بوقف إطلاق النار. وإنما كان هناك سؤال للسادات فحسب بشأن الرغبة في التشاور معه بخصوص ما لدى السفير السوفييتي في سوريا من معلومات حول رأى الرئيس الأسد في مدى ملائمة طرح الاتحاد السوفييتي لاقتراح على مجلس الأمن لوقف إطلاق النار مع بقاء القوات المتحاربة في مواقعها. كان من مصلحة السادات أن يصور الأمر كما لو كان الاتحاد السوفييتي يصر منذ اليوم الأول للحرب على وقف إطلاق النار.
ص211:
مسألة إصدار القيادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر أمرا إلى جميع القوات العاملة على خط بارليف أن تتصرف وفق ما تراه، فإما أن تستسلم أو تنسحب إلى عمق شبه جزيرة سيناء تبدو أمرا غريبا، فلم يكن قد مر نصف يوم على بدء العمليات العسكرية حتى تصدر القيادة الإسرائيلية مثل هذا الأمر! أمر غريب وغير مفهوم.
يبدو الأمر واضحا إذا افترضنا أن الإسرائيليين كانوا على علم مسبق بالاقتحام المزمع للقناة؛ أي إنهم كانوا شركاء في لعبة سياسية كبرى أطرافها الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وإسرائيل. إن الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في خط بارليف كان مقضيا عليهم أن يكونوا «شهداء» (بالمناسبة يقال إن عددهم كان قليلا على نحو يثير الشك).
ص212:
يؤكد الكاتب على نحو صحيح أن القيادة الإسرائيلية قررت سلفا تركيز قواتها في الشمال بهدف إنزال الهزيمة بسوريا؟ لماذا استطاع الإسرائيليون أن يتصرفوا على هذا النحو؟ فالعدو الرئيسي، إذا توخينا الموضوعية، كان يجب أن يكون هو القوات المسلحة المصرية.
الأمر كله، كما هو واضح، أن الإسرائيليين كانوا يعرفون مقدما أن المصريين لن يتقدموا في سيناء؛ وهو ما أتاح للإسرائيليين أن ينزلوا ضربات قاصمة بالسوريين.
अज्ञात पृष्ठ