249

मिस्र फी मतलाक क़र्न तासी कशर

مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)

शैलियों

Gardane

ووصل هذا إلى طهران منذ أواخر ديسمبر 1807، ولكن صلح الإمبراطور في «تلست» مع أعداء الفرس لم يلبث أن اضطر «جاردان» إلى مغادرة البلاد في فبراير 1809، وعقد هؤلاء مع الإنجليز محالفة، اشترطت طرد جميع الفرنسيين من بلادهم ، وبذل حاكم الهند الجديد «جورج إليوت»

Elliot

أو اللورد «مينتو»

Minto

قصارى جهده لغلق طريق الهند في وجه الفرنسيين.

ولكن هذا الفشل لم يزعج نابليون كثيرا؛ لأنه كان يعتقد أن في وسعه استخدام الطريق الآخر إلى الهند؛ أي عبر مصر، واحتل فتح مصر مكانا عاليا دائما في تفكيره، ولم تكن حملته عليها في عام 1798 حدثا عابرا، أو إحدى مغامرات الشباب، بل ظلت معاودة الكرة عليها من أسس برنامجه السياسي، وإن صرفته مشاغل السياسة والحرب قسرا إلى إرجاء غزوها، حتى إذا توالى نزول الكوارث عليه تبدد كل أمل في إمكان ذلك.

ومما ينهض دليلا على تمسك نابليون ب «سره» وتصميمه على بسط نفوذ إمبراطوريته على «الشرق» وقتئذ بغزو مصر مرة ثانية، أنه في خططه التي عرضها في يناير 1808 على «مترنيخ»

Metternich

السفير النمسوي في باريس؛ لاستمالة النمسا إلى الحرب ضد إنجلترة، اقترح اقتسام أملاك الإمبراطورية العثمانية بين روسيا والنمسا وفرنسا، على أن تكون مصر و«بعض المستعمرات الأخرى» نصيب فرنسا من التقسيم المنتظر، ثم إنه لم يلبث أن بعث إلى القيصر برسالته المشهورة في 2 فبراير 1808، يعده بوصول الجيوش الفرنسية والروسية قريبا إلى ضفاف البسفور، ومن هذه ينفتح طريق الهند أمام هذه الجيوش لغزو آسيا، وقد حفزه الآن على قبول تقسيم الإمبراطورية العثمانية، ما بدا من إصرار إنجلترة على مواصلة الحرب ضده، وكذلك لاسترضاء القيصر الذي أراد هذا التقسيم حتى يطمئن على الأقل إلى امتلاك الولايات الدانوبية: «الأفلاق والبغدان» اللتان تحتلهما جيوشه، وتفاوض «كولينكور»

अज्ञात पृष्ठ