(إ ل ا): إلَّا حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ نَحْوُ قَامَ الْقَوْمُ إلَّا زَيْدًا فَزَيْدًا غَيْرُ دَاخِلٍ فِي حُكْمِ الْقَوْمِ وَقَدْ تَكُونُ لِلِاسْتِثْنَاءِ بِمَعْنَى لَكِنْ عِنْدَ تَعَذُّرِ الْحَمْلِ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ (١) نَحْوُ مَا رَأَيْت الْقَوْمَ إلَّا حِمَارًا فَمَعْنَاهُ عَلَى هَذَا لَكِنَّ حِمَارًا رَأَيْته وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: ٢٣] إذْ لَوْ كَانَتْ لِلِاسْتِثْنَاءِ لَكَانَتْ الْمَوَدَّةُ مَسْئُولَةً أَجْرًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ الْمَعْنَى لَكِنْ افْعَلُوا الْمَوَدَّةَ لِلْقُرْبَى فِيكُمْ وَقَدْ تَأْتِي بِمَعْنَى الْوَاوِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [البقرة: ١٥٠] فَمَعْنَاهُ وَاَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَيْضًا لَا يَكُونُ لَهُمْ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ وَكَقَوْلِ الشَّاعِرِ (٢)
إلَّا الْفَرْقَدَانِ
أَيْ وَالْفَرْقَدَانِ وَهُوَ مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ فَإِنَّهُمْ قَالُوا تَكُونُ إلَّا حَرْفَ عَطْفٍ فِي الِاسْتِثْنَاءِ خَاصَّةً وَحُمِلَتْ إلَّا عَلَى غَيْرٍ فِي الصِّفَةِ إذْ كَانَتْ تَابِعَةً لِجَمْعٍ مُنَكَّرٍ غَيْرِ مَحْصُورٍ نَحْوُ ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ﴾ [الأنبياء: ٢٢] أَيْ غَيْرُ اللَّهِ.
_________
(١) ويسميه النحويون الاستثناء المنقطع.
(٢) عمرو بن معد يكرب (وقيل غيره) والبيت.
وكُلُّ اخ مُفارِقُهُ أخُوه ... لعمرٌ أبِيكَ إلَا الفَرْقَدان
وهو من شواهد النحويين.
(ء ل م): أَلِمَ الرَّجُلُ أَلَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ آلَمْته إيلَامًا فَتَأَلَّمَ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ مُؤْلِمٌ وَقَوْلُهُمْ أَلِمَتْ رَأْسُك مِثْلُ وَجِعَتْ رَأْسُك وَسَيَأْتِي وَأَلَمْلَمُ جَبَلٌ بِتِهَامَةَ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ وَوَزْنُهُ فَعْلَلٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَا يَكُونُ مِنْ لَفْظِ لَمْلَمْت لِأَنَّ ذَوَاتَ الْأَرْبَعَةِ لَا تَلْحَقُهَا الزِّيَادَةُ مِنْ أَوَّلِهَا إلَّا فِي الْأَسْمَاءِ الْجَارِيَةِ عَلَى أَفْعَالِهَا مِثْلُ دَحْرَجَ فَهُوَ مُدَحْرِجٌ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْبُقْعَةِ فَيَمْتَنِعُ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ وَأَلَمْلَمُ دِيَارُ كِنَانَةَ وَيُبْدَلُ مِنْ الْهَمْزَةِ يَاءً فَيُقَالُ يَلَمْلَمُ وَأَوْرَدَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَابْنُ فَارِسٍ وَجَمَاعَةٌ فِي الْمُضَاعَفِ.
(ء ل هـ): أَلِهَ يَأْلَهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ (١) إلَاهَةً بِمَعْنَى عَبَدَ عِبَادَةً وَتَأَلَّهَ تَعَبَّدَ وَالْإِلَهُ الْمَعْبُودُ وَهُوَ اللَّهُ ﷾ ثُمَّ اسْتَعَارَهُ الْمُشْرِكُونَ لِمَا عَبَدُوهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْجَمْعُ آلِهَةٌ فَالْإِلَهُ فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ كِتَابٍ ⦗٢٠⦘ بِمَعْنَى مَكْتُوبٍ وَبِسَاطٍ بِمَعْنَى مَبْسُوطٍ وَأَمَّا اللَّهُ فَقِيلَ غَيْرُ مُشْتَقٍّ مِنْ شَيْءٍ بَلْ هُوَ عَلَمٌ لَزِمَتْهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ مُشْتَقٌّ وَأَصْلُهُ إلَاهٌ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فَبَقِيَ الْإِلَهُ ثُمَّ نُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إلَى اللَّامِ وَسَقَطَتْ فَبَقِيَ أَلِلَاةً فَأُسْكِنَتْ اللَّامُ الْأُولَى وَأُدْغِمَتْ وَفُخِّمَ تَعْظِيمًا وَلَكِنَّهُ يُرَقَّقُ مَعَ كَسْرِ مَا قَبْلَهُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَبَعْضُ الْعَامَّةِ يَقُولُ لَا وَاَللَّهِ فَيَحْذِفُ الْأَلِفَ وَلَا بُدَّ مِنْ إثْبَاتِهَا فِي اللَّفْظِ وَهَذَا كَمَا كَتَبُوا الرَّحْمَنَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَا بُدَّ مِنْ إثْبَاتِهَا فِي اللَّفْظِ وَاسْمُ اللَّهِ تَعَالَى يَجِلُّ أَنْ يُنْطَقَ بِهِ إلَّا عَلَى أَجْمَلِ الْوُجُوهِ قَالَ (٢) وَقَدْ وَضَعَ بَعْضُ النَّاسِ بَيْتًا حَذَفَ فِيهِ الْأَلِفَ فَلَا جُزِيَ خَيْرًا وَهُوَ خَطَأٌ وَلَا يَعْرِفُ أَئِمَّةُ اللِّسَانِ هَذَا الْحَذْفَ وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ وَلَا هُمَّ وَأَلِهَ يَأْلَهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ (٣) إذَا تَحَيَّرَ وَأَصْلُهُ وَلِهَ يَوْلَهُ. _________ (١) ذهب غيرهُ إلى أنَّ ألَه بِمَعنى عَبد من باب فتح يفتح ولعله خطأ من الناسخ او سهو منه: (٢) أى قال أبو حاتم- وقد وضع بعض الناس. إلخ يقصد قطريَّا لقوله: قد جاء سيلٌ جاء من أمر اللَّه ... يحرد حرد الجنة المغلة قال الأخفش الصغير (قال أبو حاتم هذه صنعة من لا أحسن الله ذكره يعنى قطريًا) الكامل للمبرد ج ١/ ٣٣. وقد استشهد بهذا البيت الزمخشرى فى الكشّاف عند قوله تعالى (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) الآية ٢٥ من سورة القلم. (٣) هذا التقييد يدُلُّ على أنّ أله يأله بمعنى عبد لا يقصد أنها من باب تعب لأن البناء إذا استعمل فى معنيين فأكثر قيَّده أوّلا ثم ذكره من غير تقييد فالتقييد هنا يدلّ على المغايرة ولعل قوله أولا من باب تعب مُحرَّف عن (بعث) مثلا- انظر المقدمة.
(ء ل م): أَلِمَ الرَّجُلُ أَلَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ آلَمْته إيلَامًا فَتَأَلَّمَ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ مُؤْلِمٌ وَقَوْلُهُمْ أَلِمَتْ رَأْسُك مِثْلُ وَجِعَتْ رَأْسُك وَسَيَأْتِي وَأَلَمْلَمُ جَبَلٌ بِتِهَامَةَ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ وَوَزْنُهُ فَعْلَلٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَا يَكُونُ مِنْ لَفْظِ لَمْلَمْت لِأَنَّ ذَوَاتَ الْأَرْبَعَةِ لَا تَلْحَقُهَا الزِّيَادَةُ مِنْ أَوَّلِهَا إلَّا فِي الْأَسْمَاءِ الْجَارِيَةِ عَلَى أَفْعَالِهَا مِثْلُ دَحْرَجَ فَهُوَ مُدَحْرِجٌ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْبُقْعَةِ فَيَمْتَنِعُ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ وَأَلَمْلَمُ دِيَارُ كِنَانَةَ وَيُبْدَلُ مِنْ الْهَمْزَةِ يَاءً فَيُقَالُ يَلَمْلَمُ وَأَوْرَدَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَابْنُ فَارِسٍ وَجَمَاعَةٌ فِي الْمُضَاعَفِ.
(ء ل هـ): أَلِهَ يَأْلَهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ (١) إلَاهَةً بِمَعْنَى عَبَدَ عِبَادَةً وَتَأَلَّهَ تَعَبَّدَ وَالْإِلَهُ الْمَعْبُودُ وَهُوَ اللَّهُ ﷾ ثُمَّ اسْتَعَارَهُ الْمُشْرِكُونَ لِمَا عَبَدُوهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْجَمْعُ آلِهَةٌ فَالْإِلَهُ فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ كِتَابٍ ⦗٢٠⦘ بِمَعْنَى مَكْتُوبٍ وَبِسَاطٍ بِمَعْنَى مَبْسُوطٍ وَأَمَّا اللَّهُ فَقِيلَ غَيْرُ مُشْتَقٍّ مِنْ شَيْءٍ بَلْ هُوَ عَلَمٌ لَزِمَتْهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ مُشْتَقٌّ وَأَصْلُهُ إلَاهٌ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فَبَقِيَ الْإِلَهُ ثُمَّ نُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إلَى اللَّامِ وَسَقَطَتْ فَبَقِيَ أَلِلَاةً فَأُسْكِنَتْ اللَّامُ الْأُولَى وَأُدْغِمَتْ وَفُخِّمَ تَعْظِيمًا وَلَكِنَّهُ يُرَقَّقُ مَعَ كَسْرِ مَا قَبْلَهُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَبَعْضُ الْعَامَّةِ يَقُولُ لَا وَاَللَّهِ فَيَحْذِفُ الْأَلِفَ وَلَا بُدَّ مِنْ إثْبَاتِهَا فِي اللَّفْظِ وَهَذَا كَمَا كَتَبُوا الرَّحْمَنَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَا بُدَّ مِنْ إثْبَاتِهَا فِي اللَّفْظِ وَاسْمُ اللَّهِ تَعَالَى يَجِلُّ أَنْ يُنْطَقَ بِهِ إلَّا عَلَى أَجْمَلِ الْوُجُوهِ قَالَ (٢) وَقَدْ وَضَعَ بَعْضُ النَّاسِ بَيْتًا حَذَفَ فِيهِ الْأَلِفَ فَلَا جُزِيَ خَيْرًا وَهُوَ خَطَأٌ وَلَا يَعْرِفُ أَئِمَّةُ اللِّسَانِ هَذَا الْحَذْفَ وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ وَلَا هُمَّ وَأَلِهَ يَأْلَهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ (٣) إذَا تَحَيَّرَ وَأَصْلُهُ وَلِهَ يَوْلَهُ. _________ (١) ذهب غيرهُ إلى أنَّ ألَه بِمَعنى عَبد من باب فتح يفتح ولعله خطأ من الناسخ او سهو منه: (٢) أى قال أبو حاتم- وقد وضع بعض الناس. إلخ يقصد قطريَّا لقوله: قد جاء سيلٌ جاء من أمر اللَّه ... يحرد حرد الجنة المغلة قال الأخفش الصغير (قال أبو حاتم هذه صنعة من لا أحسن الله ذكره يعنى قطريًا) الكامل للمبرد ج ١/ ٣٣. وقد استشهد بهذا البيت الزمخشرى فى الكشّاف عند قوله تعالى (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) الآية ٢٥ من سورة القلم. (٣) هذا التقييد يدُلُّ على أنّ أله يأله بمعنى عبد لا يقصد أنها من باب تعب لأن البناء إذا استعمل فى معنيين فأكثر قيَّده أوّلا ثم ذكره من غير تقييد فالتقييد هنا يدلّ على المغايرة ولعل قوله أولا من باب تعب مُحرَّف عن (بعث) مثلا- انظر المقدمة.
1 / 19