فقلت وأنا أرى عروق معصمها النافرة وبشرتها المتكاثفة كقشرة السمكة: جميلة كما كنت!
فقالت بتسليم: المرض كبرني قبل الأوان.
ثم بلا تمهيد: ولكن هل من الحكمة أن تجازف بنقودك في مشروع جديد؟ - لا بأس بذلك أبدا. - وإذا استولت عليه الحكومة؟ - توجد أعمال مضمونة.
خمنت أنها تتردد في زحزحة البلاطة فقلت معابثا: ما أجمل أن نشترك معا في عمل مثمر!
تظاهرت بالدهشة وقالت ضاحكة: أنا! .. أوه .. البنسيون لا يجيء إلا بالكفاف!
وانضم إلى مجلسنا قلاوون الصحافة. جاء متدثرا في روب سميك. ووجدته بشوشا رغم شيخوخته الكريهة. وقال كمن يعلق على حالي وحاله: الشباب يبحث عن المغامرة، الشيخوخة تنشد السلامة.
تمنيت له صحة طيبة فسألني: أجئت الإسكندرية من أجل المشروع؟
فأجبته بالإيجاب، فعاد يسأل: وهل أنت جاد في سعيك؟ - لقد ضقت بالفراغ.
فردد قائلا:
إن الشباب والفراغ والجدة
अज्ञात पृष्ठ