मिन्हाज तालिबिन

हामिस सिक्सी d. 1090 AH
7

मिन्हाज तालिबिन

منهج الطالبين

शैलियों

(في العلم وصنوفه وضروبه، والحث عليه) بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين.

العلم من طريق اللغة: هو المعرفة والفهم، ومن المجاز: هو علم ما أثره الأولون، وحفظه عنهم الآخرون، ويقال: فلان عالم في فن كذا، إذا كان عارفا وحافظا له ، وهو العلم المكتوب بالتعليم، والنقل والدرس.

وأما العلم الحقيقي: فالذي هو غير مكتسب، ولا يتغير ولا يتبدل- هو علم الله، جل وعلا وهو عالم الغيب والشهادة، وهو علام الغيوب، وهو العليم الخبير، عالم بجميع الكائنات.

والعلم عند أهل الكلام، وما يعقله الناس: هو نقيض الجهل، وكل من وصف بعلم شيء، فقد نفي عنه الجهل به.

والعلم بنفسه: هو تمييز حقيقة الأشياء علي ما هي عليه، ووضع الأمور علي أماكنها من غير تغاير ولا تناقض.

وقيل: العلم، درك المعلوم علي ما هو به، وقيل: هو إدراك الحق.

وسمي العلم علما، لأنه علامة يهتدي بها العالم إلي ما قد جهل به الناس، وهو بمنزلة العلم المنصوب علي الطريق.

والعلم والعلامة والمعلم : اشتقاقهن من لفظ واحد.

والعالم من الخلق(1) غير العلم، وعلم الله- تعالي- لا يقال: إنه غيره: لأن علم الخلق حادث فيهم عقيب جهل، والله- تعالي- جل عن الحوادث، وهو العالم بذاته، كما لا يقال: إن له قدره هي غيره، وهو القدر بذاته- جل وعلا.

فصل:

والعلم: أصناف كثيرة ، وضروب مختلفة، وكلها شريفة، ولكل علم منها فضيلة، والإحاطة بها، وبجميعها محال.

قال النبي صلي الله عليه وسلم: "العلم أكثر من أن يحصي، فخذوا من كل شيء وأحسنه"(2)

ومن ظن أن للعلم غاية فقد بخسه حقه، ووضعه في غير منزلته التي وصفه الله بها، قال تعالي: " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ".

قال بعض الفقهاء: لو كنا نتعلم العلم لنبلغ غايته لكنا بدأنا العلم النقيصة، ولكنا نطلبه لننقص كل يوم يوم من الجهل، ونزداد كل يوم من العلم.

पृष्ठ 10