وقال معاذ بن جبل (رحمه الله): سبعة من العلماء يصلون بأعمالهم النار: عالم يخزن علمه، ويري أنه إن حدث به؛ فقد ضيعه،: وعالم يتخير له وجسوه الناس، وأشرافهم، ولا يري المساكين لعلمه أهلا،: وعالم يأخذ في علمه كأخذ السلطان، ويغضب إن قصر في شئ من حقه، أو يرد عليه شئ من قوله "وعالم يتخذ علمه مروءة وعفة، : وعالم إن وعظ عنف، وإن وعظ أنف.، وعالم ينصب نفسه، ويقول: استفتوني؛ فيفتي بمالا يعلم؛ فيكتب عند الله من المتكلفين، وعالم بتعلم كلام اليهود والنصاري يغزر به علمه، ويكثر حديثه. نعوذ بالله من النار، وما يقرب إليها".
وقال الخليل: الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم؛ فذلك عالم فاسألوه، ورجل: يعلم ولا يعلم أنه يعلم؛ فذلك غافل فنهوه، ورجل: لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم؛ فذلك جاهل فعلموه، ورجل: لا يعلم، ولا يعلم أنه لا يعلم؛ فذلك أحمق فاجتنبوه.
وقيل: من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يأكل به الأغنياء، أو ليستخدم به الفقراء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه - فليتبوأ مقعده من النار، وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): تعلموا العلم، وتعلموا له السكينة والوقار، ولا تكونوا من جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم، وقال ابن مسعود (رضي الله عنه): كونوا ينابيع الحكمة جلس البيوت، خلفان الثياب، جدد القلوب، تعرفون في السماء، تخفون في الأرض.
ومن جامع ابن جعفر: فأغمضوا في العلم أبصارا، وازدادوا فيه تخشعا ووقارا. ولا تذهبن بكم فتنة الجبابرة؛ فتخسروا في الدنيا والآخرة، وتواضعوا لمن نتعاون منه، واتخذوا الإسلام منهاجا. وادخلوا في دين الله أفواجا؛ بالإعظام لله، والتنبيه له، والرد على أهل الضلال والتشبيه.
पृष्ठ 31