وقال أبو سعيد (رحمه الله): لا أعلم في القرآن وكم أهلكنا من قبلهم إلا في سورة الأنعام، وص، ولا يهمز في القرآن إلا ألف أو باء، أو واو.
فصل:
قال الله تعالي: " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا " هم المؤمنون إذا دخلوا جناتهم صاروا على طول أبيهم آدم (صلي الله عليه وسلم) ستين ذراعا، وعلى سن عيسى ثلاث وثلاثين، وعلى لسان محمد (صلي الله عليه وسلم) وعليهم أجمعين بالعربية، وعلى صورة يوسف في الحسن، والجمال، وعلى قلب أيوب في السلامة من الغل ثم تعلو وجوههم على قدر أعمالهم.
ويقول: " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا " من النبي، والسخط والظن، وأشباه [ذلك] الذي يكون في قلوب بني آدم بعضهم لبعض، وأما: " إخوانا " فهم المؤمنون، والمؤمنات الذين ذكر الله بعضهم أولياء بعض.
وفي قوله تعالي: " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "، فزعم بعض الفقهاء أن الرجل يسمع من أخيه كلاما لا يريده به، فيدخل مدخلا لا يريد سواء فيرميه أخوه المسلم، فيظن به سواء، فإن لم يتكلم، ولعله يفعل؛ فلا بأس به؛ ولكن هو ذنب، فإن تكلم به كان آثما، ثم قال: " ولا تجسسوا " يقول: لا يبحث الرجل عن عيب أخيه المسلم؛ فإن ذلك معصية، ولكن يستر عليه، ويأمره بالتوبة في السريرة.
وفي قوله تعالي: " وجعلني مباركا أين ما كنت " أنه سأل ربه أن يجعله معلما.
وفي قوله: " وكان عهد الله مسئولا " أي: مطالبا به، " ولو شاء الله لأعنتكم " أي: لاهلككم، في مخاطبتكم، والعنت: الهلاك.
ومختلف في المثاني، فقيل. فاتحة الكتاب مع بسم الله الرحمن الرحيم، وهو قول: ابن عباس، وقيل المثاني: القرآن جملة، وقيل: هو السور القصار.
पृष्ठ 224