208

मिन्हाज तालिबिन

منهج الطالبين

शैलियों

فمن هاهنا أعجبني ألا يعتقد من الأمور دينا على كل حال إلي مالا يشك فيه، وما لم يأت فيه اختلاف يكون فيه ريب؛ لأنه؛ إذا اعتقد في الجملة لله الدينونة بدينه: كان قد دان له بدينه كله.

واعتقاده دينا ما ليس بدين هالك؛ لا يرجى له منها توبة، وكلما تقرب لله بها ازداد منه بعدا، وكلما خاف لقاء بالموت كان أشد تمسكا بها حتى بلقاء على التقرب إليه بمعصيته، ولا يعذره الله في ذلك في ذلك بجهالته؛ لأنه قد كان يمكنه، ويسمه إلا يعتقده دينا بعينه؛ إذا اعتقد الدين في الجملة.

وإن قال: وما أنا من المشركين: فيكون عليه الاعتقاد أنه ليس من المشركين إذا ذكر ذلك في قراءته، أو صلاته، أو خطر ذلك في باله، وأنه برئ من المشركين، ومن دينهم ومن كل شرك في الدين يجحود، أو نفاق.

وقال أبو سعيد (رحمه الله) في قوله: " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين " قال: معناه أن المحدود على الزنا من أهل القبلة، لا ينكح إلا محدودة من أهل القبلة على الزنا، أو مشركة من أهل الكتاب؛ كانت محدودة أو غير محدودة، والمحدودة من أهل الكتاب لا ينكحها إلا محدود من أهل القبلة على الزنا، أو مشركة من أهل دينها كان محدودا، أو غير محدود، وحرم ما سوي هذا على المؤمنين، والمحدودة من أهل القبلة لا يجوز لها المشرك على حال من أهل الكتاب، ولا من غيرهم.

وقال: كل ذكر وتسبيح: فهو في معني الصلاة، وهو أصح عندي، وقيل غير ذلك، إلا ما صح في الذكر.

وقيل: كل ما كان في القرآن في صفة الله تعالي كان فمعناه: لم يزل مثل قوله: " وكان الله غفورا رحيما "، " وكان الله عليما حكيما " وأشباه هذا، وكل ما كان في القرآن: يدريك، فهو لا يدريه، وكل ما كان في القرآن: أدراك، فهو يدريه.

وقال أبو الحواري (رحمه الله): لا بأس أن يمحى القرآن بالبراق.

पृष्ठ 211